الرئيس الجزائري يمنح عفوا خاصا للكاتب بوعلام صنصال وينقله إلى ألمانيا للعلاج
صورة - م.ع.ن
أعلنت السلطات الجزائرية، اليوم الأربعاء، منح الكاتب الفرنسي-الجزائري بوعلام صنصال عفوا رئاسيا بعد عام من اعتقاله، مع السماح له بالسفر إلى ألمانيا لتلقي العلاج الطبي، وفق ما نقلته وسائل إعلام رسمية في الجزائر.
وجاء هذا القرار بمرسوم من الرئيس عبد المجيد تبون، في خطوة وصفتها باريس وبرلين بأنها بادرة إنسانية تعكس رغبة في التهدئة بين الجزائر وفرنسا بعد أشهر من التوتر الدبلوماسي.
وفي باريس، رحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالعفو، واصفا إياه بأنه "لفتة إنسانية مشكورة من الرئيس تبون"، مشيرا إلى أن الإفراج عن الكاتب "ثمرة جهود دبلوماسية هادئة تحكمها الاحترام المتبادل." وأضاف ماكرون أنه تبادل الاتصالات مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير، الذي لعبت بلاده دورا محوريا في تسوية القضية، موجها له الشكر على وساطته الفعالة.
وأكدت الحكومة الألمانية، من جانبها، أن صنصال في طريقه حاليا إلى برلين لتلقي الرعاية الطبية اللازمة، مرجحة أن يتم إدخاله إلى مستشفى "شاريتيه" الشهير مساء اليوم، وهو المركز الذي يستقبل عادة معارضين وشخصيات سياسية بارزة لتلقي العلاج.
يذكر أن بوعلام صنصال أوقف في الجزائر العاصمة في 16 نوفمبر 2024، وحكم عليه في يوليو الماضي بالسجن خمس سنوات بعد إدانته بتهم تتعلق بـالمساس بالوحدة الوطنية وإهانة هيئة نظاميةو حيازة منشورات تمس أمن الدولة.
وأثارت تصريحاته السابقة، التي قال فيها إن الجزائر ورثت تحت الاستعمار الفرنسي أراضي مغربية مثل وهران ومعسكر، جدلا واسعا وأدت إلى أزمة دبلوماسية حادة بين باريس والجزائر، في ظل التوتر القائم بسبب موقف فرنسا من قضية الصحراء المغربية.
ويعد بوعلام صنصال من أبرز أدباء شمال إفريقيا الفرانكوفونيين، وقد اشتهر بكتاباته الناقدة للسلطة الجزائرية وللتيارات الإسلامية المتشددة، كما حاز عدة جوائز أدبية دولية.
وبحسب الصحافة الألمانية، فقد أُرسل طائرة خاصة لنقله إلى برلين حيث سيتابع علاجه في إطار ترتيبات إنسانية أشرفت عليها السلطات الجزائرية بالتنسيق مع الحكومتين الفرنسية والألمانية.