افتتاح الدورة التاسعة للمؤتمر السنوي للسلم والأمن بإفريقيا بالرباط

انطلقت، اليوم الخميس بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية للرباط، فعاليات الدورة التاسعة للمؤتمر السنوي حول السلام والأمن في إفريقيا التي اختير لها موضوع "إفريقيا في مواجهة الشكوك العالمية".
وينظم هذا الحدث، الممتد على مدى يومين، من طرف مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، ويجمع باحثين ومسؤولين سياسيين ودبلوماسيين وخبراء من منظمات دولية، وفاعلين في المجتمع المدني لمناقشة التحولات الكبرى التي تؤثر على أمن القارة.
وأكد الرئيس التنفيذي لمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، كريم العيناوي، في كلمة بالمناسبة، أن هذا المؤتمر، الذي يأتي في سياق دولي يتسم بالتوترات الجيو-سياسية، لا سيما في الشرق الأوسط، يسائل أسس التعددية وحدود الشراكات بين إفريقيا والقوى الكبرى والدول الصاعدة.
وأضاف "من خلال هذا المؤتمر، نسعى إلى ترسيخ تقليد إفريقي للتفكير الجماعي حول قضايا الأمن والسلام، من منظور نابع من القارة ذاتها"، مبرزا التزام المركز بتطوير قيادة إفريقية مستنيرة، مضيفا أن المركز يعمل على تكوين ودعم الباحثين الشباب والطلبة عبر تزويدهم بالمعارف وأدوات التحليل والقيم الضرورية لأداء دورهم كفاعلين في التغيير.
وفيما شدد الأمين العام السابق لحكومة الرأس الأخضر، هيليو سانشيز، على ضرورة توفر إرادة سياسية حقيقية من أجل الدفع قدما بالتكامل الاقتصادي الإقليمي، دعا منسق جامعة غاو (مالي)، موسة توري، إلى تبني إطار تكاملي بين دول الساحل قائم على مفهوم "التعددية القطبية الحضارية"، مشيرا إلى أن هذا النموذج يشكل استجابة للتحولات الحالية، سواء كانت تكنولوجية، أو مؤسساتية، أو معرفية، أو جيو-سياسية، ويسعى ليكون بديلا للنماذج التقليدية، من خلال تثمين المرجعيات الثقافية والتاريخية الخاصة بمجتمعات الساحل.
وفي نفس الاتجاه، أبرز الباحث المشارك في مركز البحث وتطوير السياسات، وأستاذ العلوم السياسية بجامعة غامبيا، سايت ماتي جاو، أن هذا المؤتمر يشكل فضاء ثمينا للحوار بين الأكاديميين والممارسين، ويشكل فرصة فريدة لتعميق التفكير حول الواقع المعيش للمواطنين الأفارقة، والفرص المتاحة للقارة، والديناميات الإفريقية ذات الصلة بالأمن.
ومن خلال ست جلسات متكاملة، يستكشف المؤتمر قضايا دقيقة من بينها: ضعف المنظومات الإقليمية، واستمرار النزاعات في السودان، وليبيا، ومنطقة البحيرات الكبرى، بالإضافة إلى صعوبة القارة في تحقيق استقلال استراتيجي حقيقي، سواء في مجال الدفاع، أو الدبلوماسية، أو إنتاج السرديات.
وبتركيزه على وجهات نظر إفريقية حول قضايا عالمية، يهدف المؤتمر إلى إيصال صوت خبراء الجنوب، وتعزيز مقاربة شاملة، ومتكاملة وإفريقية في التعاطي مع الديناميات الإقليمية، كما يطمح إلى تعزيز الروابط بين البحث الأكاديمي، والسياسات العمومية، والعمل الميداني.