ناغاساكي تحيي الذكرى الـ80 للقصف الذري وتدعو لجعلها آخر مدينة تتعرض للسلاح النووي

أحيت مدينة ناغاساكي اليابانية، اليوم السبت، الذكرى الـ80 للقصف الذري الأميركي الذي أودى بحياة نحو 70 ألف شخص في 9 أغسطس 1945، وذلك بعد ثلاثة أيام من تدمير هيروشيما الذي أسفر عن مقتل 140 ألفا.
وجاء الهجومان قبل استسلام اليابان في 15 أغسطس من العام نفسه، ما أنهى الحرب العالمية الثانية ونصف قرن من التوسع العسكري في آسيا.
شارك في المراسم التي أقيمت في "حديقة السلام" أكثر من 2,600 شخص، بينهم ممثلون عن أكثر من 90 دولة، حيث وقف الجميع دقيقة صمت عند الساعة 11:02، وهو التوقيت الذي انفجرت فيه القنبلة البلوتونية فوق المدينة.
أكد رئيس بلدية ناغاساكي، تاو شيزوكو، أن الخطر الوجودي بات يهدد الجميع، مشددا على ضرورة العمل مع شعوب العالم لتحقيق هدف إلغاء الأسلحة النووية وضمان سلام دائم.
قبل المراسم الرسمية، تجمع الناجون وعائلاتهم تحت الأمطار في "حديقة السلام" و"حديقة مركز الانفجار"، كما أقيمت صلوات في كنائس المدينة، بينها كاتدرائية أوراكامي التي دُمرت بالقصف، والتي استعادت إحدى أجراسها المفقودة بجهود متطوعين.
ورغم ما عانوه من إصابات وأمراض وإقصاء اجتماعي بسبب الإشعاع، يواصل الناجون التمسك بهدفهم في عالم خال من الأسلحة النووية، لكنهم يعبرون عن قلقهم من تزايد التوترات الدولية.
ومع تراجع عددهم إلى نحو 99 ألف شخص بمتوسط أعمار يتجاوز 86 عاما، يخشون من اندثار الذاكرة الحية للأحداث.
منظمات محلية بدأت بتوثيق شهادات الناجين رقميًا وبثها عبر "يوتيوب" ومنصات التواصل، بمساعدة جيل جديد من الشباب، الذين يعول عليهم في مواصلة الرسالة.
عشية الذكرى، عقد "منتدى السلام" بمشاركة أكثر من 300 شاب من أنحاء اليابان للاستماع لشهادات الناجين، بينهم سِيئيشيرو ميسي (90 عامًا) الذي وزع "بذور أزهار السلام" على الجيل الجديد.
رئيس الوزراء، شيغيرو إيشيبا، جدد في كلمته التزام اليابان بالعمل من أجل عالم منزوع السلاح النووي، والترويج للحوار بين الدول النووية وغير النووية، استعدادا لمؤتمر مراجعة معاهدة عدم الانتشار النووي في 2026 بنيويورك، دون أن يتطرق إلى معاهدة حظر الأسلحة النووية.
غابت الصين عن المراسم دون إبداء سبب، فيما شهدت ذكرى العام الماضي جدلا بعد غياب السفير الأميركي وعدد من الدبلوماسيين الغربيين احتجاجًا على رفض المدينة دعوة إسرائيل.