مهرجان وادي زم الفروسية التقليدية تنبض في ذاكرة الجماعة

في كل دورة من المهرجان الوطني لوادي زم، تتعالى طلقات البارود في سماء المدينة، مصحوبة بصهيل الخيول التي تشق الساحة في مشهد آسر يعيد إحياء ذاكرة جماعية ضاربة في عمق التاريخ.
ويكرس هذا الموعد الثقافي العريق مكانة "التبوريدة" كأحد أبرز التعابير التراثية التي يزخر بها إقليم خريبكة، بما تحمله من رمزية وجمالية ودلالات تاريخية.
على جنبات الساحة، يتابع الجمهور بشغف تفاصيل العرض، حيث يظهر الفرسان بلباسهم التقليدي: جلابيب وسلهام وعمامات بيضاء، يتوشحون بالخناجر ويحملون بنادق منقوشة بدقة.
وبإشارة من "المقدم"، تنطلق "السربة" في انسجام بديع، لتتوج العرض بطلقة جماعية قوية تملأ الفضاء وسط تصفيق وهتاف الحضور.
ويتخلل العروض طقس "الهدة" أو "التشويرة"، وهي تحية استعراضية يقدمها الفرسان للجمهور قبل العودة لنقطة البداية استعداداً لجولة أخرى، حيث يظل سر النجاح في توحيد الطلقة النهائية.
ويستحضر المهرجان مكانة الخيل في التراث المحلي ودورها في إبراز المؤهلات الفلاحية والسياحية للمنطقة، خاصة في مجال تربية الخيول العربية والبربرية. كما يهدف إلى تثمين الفروسية التقليدية باعتبارها تراثاً لا ماديا يشكل جزءا من الهوية الثقافية المغربية، وضمان استمراريته عبر توريثه للأجيال الصاعدة، إلى جانب التعريف بالمؤهلات الاقتصادية والاجتماعية للإقليم.