استئناف في جنوب أفريقيا لتحديد مسؤولية أنغلو أمريكان عن تسمم بالرصاص في زامبيا
صورة - م.ع.ن
تعقد جلسة استئناف في جنوب أفريقيا لتحديد مسؤولية فرع لشركة التعدين البريطانية "أنغلو أمريكان" عن تسمم بالرصاص أثر على نحو 140 ألف شخص في زامبيا على مدى عدة عقود.
الدعوى الجماعية التي رفعتها نساء وأطفال تطالب المحكمة العليا للاستئناف في جنوب أفريقيا بإلغاء حكم أصدرته محكمة أدنى رفضت شكواهم ضد "أنغلو أمريكان ساوث أفريقيا".
ويزعمون أن منجما في مدينة كابوي الزامبية، شاركت فيه "أنغلو أمريكان ساوث أفريقيا" بين عامي 1925 و1974، "سمم أجيالا من السكان المحليين"، وفقا لبيان محاميهم.
وقضت المحكمة الأدنى في جوهانسبرغ في 2023 برفض شكواهم، معتبرة أنه لا توجد أدلة كافية أولية على تعرضهم للتسمم، ووصفت قضيتهم بأنها "دعوى جماعية لا يمكن إدارتها"، حيث كان يجب على كل شخص من بين نحو 140 ألف شخص إثبات إصابته بمرض ناجم عن تسمم بالرصاص.
وأشار القاضي الذي أصدر القرار إلى أن المحامين قد يحتاجون لعقد عشر سنوات لمجرد استشارة جميع الأشخاص الذين رفعوا الدعوى.
تعتبر كابوي، الواقعة في وسط زامبيا، واحدة من أكثر الأماكن تلوثا في العالم، ووصفت في تقرير خاص للأمم المتحدة عام 2022 بأنها منطقة تالفة بشكل دائم بسبب النشاط التعدين.
وأفاد تقرير نشر هذا العام عن "هيومن رايتس ووتش" أن تلوث التربة في كابوي يصل إلى 60 ألف ملليغرام من الرصاص لكل كيلوجرام من التربة، بينما تقدر وكالة حماية البيئة الأمريكية أن التلوث بالرصاص فوق 200 ملليغرام لكل كيلوجرام يشكل خطرا.
وقد دعمت الدعوى الجماعية عدة مجموعات للدفاع عن حقوق الإنسان والمدنيين، بما في ذلك منظمة العفو الدولية، التي أشارت إلى أن الدراسات الطبية تظهر أن أطفال كابوي لديهم مستويات مرتفعة جدا من الرصاص في الدم، ما قد يسبب أضرارا لا يمكن عكسها للأعضاء الداخلية بما فيها الدماغ.
وتؤكد "أنغلو أمريكان" أنها لا تنكر خطورة التلوث في كابوي، لكنها تقول إنها كانت تمتلك حصة أقلية فقط في الشركة الزامبية التي كانت تدير المنجم.
وقالت الشركة: "يحاولون تحميل (أنغلو أمريكان ساوث أفريقيا) مسؤولية منجم لم نملكه أو نديره قط، إضافةً إلى التلوث والأضرار التي تسبب بها آخرون واعترفوا بمسؤوليتهم بحرية".
وقد شهدت زامبيا كارثة تعدين أخرى هذا العام، عندما اتهمت شركة صينية بإخفاء حجم تسرب سام أدى إلى انسكاب أطنان من السيانيد والزرنيخ والنحاس والزنك والرصاص وملوثات أخرى في نهر كبير يعتمد عليه الملايين في مياه الشرب وري محاصيلهم.