مهرجان كناوة ما زال يأسر قلوب زوار مدينة الرياح


مهرجان كناوة ما زال يأسر قلوب زوار مدينة الرياح
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

      تواصلت، أمس الجمعة، ليالي مهرجان كناوة وموسيقى العالم بمزيج آسر بين روح كناوة وإيقاعات أمازيغية، أتحف الجمهور الغفير الذي توافد بكثافة على منصة الشاطئ للاستمتاع بعرض فني متنوع ومفعم بالإبداع.

وجدد المهرجان تأكيده على هويته كفضاء للتلاقح الموسيقي والجرأة، حيث أتيح للجمهور، الذي حج من مختلف مناطق المملكة وبلدان العالم، فرصة عيش تجربة استثنائية بتتبع عروض أبدع فيها فنانون متميزون قدموا رؤى موسيقية مبتكرة، تمزج ببراعة بين العمق التراثي للجذور المحلية وثراء التأثيرات المعاصرة، مما منح لكل عرض بعدا خاصا جمع بين الأصالة والتجديد، وجعل من المنصة مساحة حقيقية للتعبير الحر والانفتاح الإبداعي.

وحظيت موسيقى كناوة بتمثيل قوي هذا العام على منصة الشاطئ، حيث قدم الجيل الجديد من الفنانين عروضا مميزة، إلى جانب الأساتذة الكبار، مما عكس تواصل الأجيال والحفاظ على التراث الموسيقي الأصيل.

وكانت الانطلاقة مع المعلم إدريس السملالي، أحد أبرز الوجوه الصاعدة في الجيل الجديد من معلمي كناوة، والذي استطاع، أن يفرض اسمه ضمن كوكبة الفنانين الذين يحملون هذا التراث العريق بروح متجددة، مقدما مجموعة من المقطوعات المستقاة من الريبرتوار الكناوي التقليدي، والتي أعاد إحياءها بأسلوبه الخاص، محافظا على روحها الأصلية مع لمسات أداء معاصر.

وخطف مهدي الكردودي الأنظار بحضوره الحيوي وأدائه المتقد، إذ نجح في بث روح جديدة في التراث الكناوي، فتفاعل الجمهور مع عرضه بانسجام لافت، حيث تماهى مع الموسيقى في لحظة جماعية مفعمة بالحس الإيقاعي المرهف.

وفي عرض استثنائي، التقت الإيقاعات التقليدية لمنطقة سوس بروحها الإيقاعية العميقة مع أنماط موسيقية عالمية بطابعها العصري، في مزيج فني جريء ومبتكر، إذ أعادت فرقة "رباب فيزيون" تشكيل ملامح أغاني "إسمكان"، الضاربة في عمق الذاكرة الإفريقية، من خلال تفاعلها مع أصوات البلوز، والروك، والريغي، والفانك، لتمنحها بعدا جديدا ومتنوعا.

وجسد المعلم مصطفى باقبو وشريكه في الأداء المعلم نجيب أوبلقاس، لقاء بين جيلين يحملان الطريقة الكناوية بروحين متكاملتين، فباقبو، هو أحد الرواد الذين كانوا من أوائل من مزجوا الإيقاعات الكناوية بالموسيقى العالمية، فيما مثل أوبلقاس وجها من وجوه الجيل الجديد، المشبع بروح التراث وبرؤية فنية حديثة تنفتح على آفاق عالمية.

وجاء لقاؤهما فوق الخشبة ليشكل لحظة فنية رائعة، امتزج فيها عبق الماضي بجرأة الحاضر، مانحا الجمهور تجربة استثنائية بطابعها الأصيل والمتجدد في آن واحد.

وأسرت موسيقى فهد بنشمسي وذا لالاس، الجمهور الحاضر من مختلف الأجيال، حيث احتفت موسيقى بنشمسي بتمازج لافت جمعت كناوة بالغوسبل والجاز والسول ليقدم عرضا فنيا معاصرا مستلهما من جذور كناوية.

اترك تعليقاً