مسابقة الحديث النبوي الشريف تعزيز تعلق الناشئة الإفريقية بعلوم السنة النبوية
صورة - م.ع.ن
قال الأمين العام لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، محمد رفقي، اليوم الجمعة بالرباط: إن مسابقة الحديث النبوي الشريف، التي تنظمها المؤسسة، تهدف إلى تعزيز تعلق الناشئة والشباب الإفريقي بعلوم السنة النبوية الشريفة ومبادئها وأخلاقها وأحكامها.
وأبرز السيد رفقي، في كلمة بمناسبة، انطلاق نهائيات النسخة الثانية من المسابقة الحديثية المنظمة عن بعد، انطلاقا من عاصمة المملكة في الفترة من 7 إلى 9 نونبر الجاري، أن هذه المبادرة القارية الرائدة التي يقودها أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس تتوخى "بناء الإنسان الإفريقي المعتدل الصالح لمجتمعه والقادر على التعايش مع الآخر في هذا العالم الواسع".
وأضاف أن دور العلماء الأفارقة في دعم وإنجاح أطوار هذه المسابقة الحديثية يأتي لترسيخ "سيرة نبينا العطرة المليئة بالدروس والعبر البانية للشخصية الإفريقية المسلمة السوية والمتكاملة، وهي دعوة للمسلمين في إفريقيا والعالم لتجديد الإيمان وتعزيز قيم الرحمة والعدل والوحدة ومواجهة التحديات المعاصرة من خلال تحويل قيم ديننا الحنيف إلى واقع".
ومن جانبه، قال الشيخ عمر معلم عبد العظيم شيخ محمود، شيخ المحدثين بجمهورية الصومال الفيدرالية، في كلمة باسم أعضاء لجنة التحكيم: إن هذه المسابقة تعتبر تجسيدا عمليا للرؤية الملكية الرشيدة التي تجعل من العناية بالسنة النبوية دعامة أساسية لتعزيز الروابط الروحية، وبناء جسور التواصل بين الشعوب، وتحصينها من نزعات الغلو والتطرف، من خلال ترسيخ منهج الوسطية والاعتدال، المستمد من الهدي النبوي الشريف، ومن الثوابت الدينية المشتركة.
وأضاف قائلا: "نحن، اليوم، نحضر انطلاق أطوار المسابقة النهائية للحديث النبوي الشريف في دورتها الثانية. وقد سرنا مصادفة هذه المسابقة مرور 15 قرنا على ميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم. كما سرتنا مبادرة أمير المؤمنين حفظه الله، القاضية بأن تخصص هذه السنة للاحتفاء بالسيرة النبوية والشمائل المحمدية بالمغرب وباقي البلدان الإفريقية".
كما ثمن مبادرة الأمانة العامة لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة المتمثلة في إحداث مسابقتين خاصتين بالأصلين، وجائزتين خاصتين بما يخدم الكليات الشرعية والثوابت الدينية المشتركة، مبرزا أن ذلك يعكس "العناية المتواصلة التي توليها المؤسسة للحديث النبوي الشريف، باعتباره المصدر الثاني للتشريع، والمجسد لقيم الإسلام في أبهى صورها".
وتجرى أطوار هذه المسابقة في ثلاثة أصناف من الحفظ والفهم والفقه. وتهم على التوالي حفظ 40 حديثا سندا ومتنا دون السؤال عن رواتها ومعاني ألفاظها، واستظهار 35 متنا حديثيا مع ذكر من انتهت إليه رواية الحديث وفهم دلالتها وغريب ألفاظها، وحفظ 25 متنا من أحاديث الأحكام مع بيان ما تضمنته من فروع فقهية.
وكانت إقصائيات هذه الدورة قد نظمت على مستوى فروع المؤسسة في 48 بلدا إفريقيا، خلال شهري غشت وشتنبر 2025، بمشاركة المئات من طلبة العلم، وأسفرت عن ترشح 124 متسابقا ومتسابقة، من بينهم 36 من الإناث.
وستشرف على تحكيم النسخة الثانية من هذه المسابقة لجنة علمية مركزية مكونة من علماء ومختصين من ستة بلدان إفريقية، وهي: الجمهورية الإسلامية الموريتانية، وجمهورية السنغال، وجمهورية تشاد، وجمهورية الصومال الفيدرالية، وجمهورية جنوب السودان، وجمهورية كوت ديفوار، إلى جانب نخبة من العلماء المغاربة المتخصصين في علوم الحديث الشريف.