كارثة إنسانية في الفاشر وسط قصف مكثف وحصار خانق من قوات الدعم السريع

         تشهد مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، أوضاعا إنسانية مأساوية في ظل تصاعد القصف المدفعي وتحليق الطائرات المسيرة التابعة لقوات "الدعم السريع"، وذلك منذ صباح الاثنين 13 أكتوبر الجاري. وتفاقمت الأوضاع بشكل كارثي، مع انعدام شبه تام للمواد الغذائية وتوقف المطابخ الخيرية والتكايا، مما أدى إلى تفشي الجوع والمرض داخل الأحياء السكنية ومراكز الإيواء، حيث يعاني آلاف المدنيين، من بينهم نساء وأطفال، من انعدام الغذاء والدواء ومياه الشرب.

ويتهم عناصر "الدعم السريع" بفرض حصار خانق على المدينة منذ قرابة عامين، مانعين دخول أي مساعدات إنسانية أو طبية، في وقت تشهد فيه المدينة تصعيدا عسكريا غير مسبوق، زاد من معاناة السكان المدنيين وعمّق الأزمة الإنسانية.

في المقابل، وفي جنوب كردفان، تمكنت الفرقة العاشرة مشاة بمدينة أبي جبيهة من إسقاط ثلاث طائرات مسيرة تابعة لـ"الدعم السريع"، كانت تحاول استهداف مواقع عسكرية تابعة للجيش السوداني. وأفادت مصادر محلية أن المدينة تعيش حالة من الذعر في ظل تصاعد التحركات العسكرية في محيطها، حيث تشهد محاور القتال في إقليمي كردفان ودارفور اشتباكات متزايدة وغارات جوية وهجمات متبادلة بالطائرات المسيرة بين الطرفين.

ويأتي هذا التصعيد في وقت تحذر فيه منظمات إنسانية من خطر المجاعة، وتدعو إلى فتح ممرات آمنة لإدخال المساعدات، وسط صمت دولي وغياب أي بوادر لحل سياسي يضع حدا لمعاناة المدنيين.