المغرب يطرح مبادرة تعليمية مبتكرة في الزراعة المستدامة خلال المنتدى العالمي للأغذية بروما

قدم المغرب، يوم الثلاثاء، خلال المنتدى العالمي للأغذية المنعقد في روما، مبادرة رائدة شارك فيها تلاميذ ثانوية محمد السادس للتميز ببنجرير، تركز على الزراعة المستدامة في المناطق شبه الجافة.
وتجسد هذه المبادرة، التي تشرف عليها مؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط بالتعاون مع فرع المجموعة في أمريكا الشمالية وجمعية النهوض بالتعليم المتميز وثانوية محمد السادس للتميز، بالإضافة إلى منظمات كندية، إرادة المغرب في وضع الشباب في قلب التحولات الزراعية والغذائية العالمية.
يحمل المشروع اسم "التحدي العالمي للشباب" (Global Youth Challenge)، ويقدم تجربة تعليمية وعلمية عملية تتيح لتلاميذ الثانوية التعرف على تقنيات الزراعة المستدامة تحت إشراف أساتذة وخبراء من جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية.
شارك الطلاب في إدارة مزرعة تربوية وتنفيذ نموذج متكامل من مراحل سلسلة القيمة الزراعية، بدءا من تحليل التربة وإدارة المياه والتسميد المعقلن، وصولا إلى تثمين المنتجات الزراعية.
كما شمل المشروع أنشطة توعوية تتناول تغير المناخ والحفاظ على الموارد الطبيعية وتشجيع المهن الفلاحية كخيارات مستقبلية واعدة.
يرتكز "التحدي العالمي للشباب" على تعاون تربوي بين المغرب وكندا، يهدف إلى تعزيز التبادل المعرفي والخبرات بين شباب الشمال والجنوب حول قضايا الأمن الغذائي والابتكار والتغير المناخي والاستدامة.
وفي كلمة له خلال الجلسة المخصصة لعرض المشروع، أكد عبد الله لغميد، نائب المندوب الدائم للمغرب لدى منظمات الأمم المتحدة بروما، أن تجربة تلاميذ ثانوية محمد السادس للتميز تعكس الدور الحيوي للشباب المغربي في مستقبل النظم الغذائية، مشيرا إلى أن المشاركة تمثل التزام المغرب بتطوير تعليم زراعي علمي وعملي يتوافق مع الأولويات الوطنية وأهداف التنمية المستدامة.
كما سلط المتدخلون الضوء على إمكانيات الشباب الإفريقي في تطوير الزراعة القارية، وقدرتهم على مواجهة تحديات الأمن الغذائي من خلال برامج تكوين متكاملة تعزز المهارات التقنية وروح الابتكار والريادة.
وأبرز المشاركون أهمية الاستثمار في التكوين الزراعي الشامل كرافعة أساسية لبناء نظم غذائية مستدامة تواكب التحديات المناخية وتوفر فرص عمل جديدة.
ويجمع منتدى الأغذية العالمي، الذي تنظمه منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، نخبة من الشباب والعلماء وصناع القرار والقطاع الخاص، بهدف تسريع جهود تحويل النظم الغذائية عالميا.