رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) تتجه نحو المغرب للوصول إلى إفريقيا وأوروبا

دخل المغرب مرحلة استراتيجية جديدة مع رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، الكتلة القوية في جنوب شرق آسيا، التي يبلغ مجموع اقتصاداتها 4 تريليونات دولار.
فبعد قرابة عقد من العلاقات الدبلوماسية المتينة، اتفق الجانبان على خارطة طريق للفترة 2024-2028، مما يمثل شراكة اقتصادية وقطاعية أعمق.
وبدأت علاقة المغرب مع رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) بانضمامه إلى معاهدة الصداقة والتعاون عام 2016، وفي سبتمبر 2023، تطورت العلاقة مع حصول المغرب على صفة شريك في الحوار القطاعي.
وقد أكدت الزيارة الأخيرة للأمين العام لرابطة دول جنوب شرق آسيا، كاو كيم هورن، إلى الرباط في يونيو 2025، هذا التحول: وقد وضع هورن، إلى جانب وزير الصناعة والتجارة المغربي، رياض مزور، أولويات جديدة تشمل الطاقة، والمدن الذكية، والسياحة، والتكنولوجيا، والزراعة، والتنقل الكهربائي.
وبلغ حجم التجارة بين المغرب ودول رابطة دول جنوب شرق آسيا 1,55 مليار دولار أمريكي عام 2024، إلا أن كلا الطرفين يعتقدان أن هذا الرقم لا يرقى إلى مستوى الإمكانات الحقيقية.
وتسعى كتلة جنوب شرق آسيا إلى فتح منافذ جديدة للأسواق الأفريقية والأوروبية، ويبرز المغرب بموقعه الجيو-ستراتيجي وارتباطه التجاري الوثيق كجسر طبيعي.
كما أن هذا التوجه الاستراتيجي يتأثر بالمشهد العالمي المتغير، حيث شجعت التوترات التجارية المتصاعدة مع القوى الكبرى، لا سيما عقب فرض الرسوم الجمركية الأمريكية خلال إدارة ترامب، رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) على تنويع شراكاتها.
ورغم أن ترامب لم يؤثر بشكل مباشر على مشاركة المغرب، إلا أن الاضطراب الأوسع في أنماط التجارة العالمية جعل التحالفات مع دول مستقرة وذات موقع جيد، مثل المغرب، أكثر جاذبية.
وتحدد خارطة الطريق للفترة 2024-2028 التعاون العملي في الصناعات عالية القيمة. ومن المتوقع أن يتبع ذلك تدفقات استثمارية، ونقل التكنولوجيا، وتعاون مؤسسي.
ويهدف المغرب إلى استغلال هذا الزخم لزيادة الإنتاج المحلي، وإنشاء قطاعات نمو جديدة، وتعزيز قاعدته الصناعية.
بالنسبة لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، تفتح هذه الاتفاقية آفاقا جديدة نحو أفريقيا وأوروبا، حيث يمثل المغرب ركيزة إقليمية.
أما بالنسبة للرباط، فتمثل هذه الاتفاقية قفزة نوعية في سوق تقارب قيمتها 4 تريليونات دولار، وهو تحالف قد يعيد تشكيل دبلوماسيتها الاقتصادية لسنوات قادمة.