دار الصانعة بالداخلة رافعة للتمكين الاقتصادي للنساء

تمثل "دار الصانعة" بمدينة الداخلة ّإحدى النماذج الرائدة في جهة الداخلة - وادي الذهب لدعم المرأة الحرفية، وتنمية الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وصون الموروث الثقافي المحلي، ضمن رؤية تنموية متكاملة تروم النهوض بالعنصر البشري وتمكينه، لاسيما النساء والشباب.
كما تبرز كفضاء متميز يجمع بين الوظيفة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، باعتبارها منشأة موجهة أساسا لدعم النساء الحرفيات، وتعزيز استدامة الحرف التقليدية باعتبارها أحد مكونات الموروث الثقافي الذي تزخر به الجهة، وذلك تنزيلا للبرامج المندمجة للنموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية.
وتعد إحدى الركائز الأساسية التي تعمل على الحفاظ على مجموعة من الحرف المهددة بالاندثار، حيث يتم من خلال التكوين بالتدرج نقل المهارات التقليدية للأجيال الصاعدة، وتنظم بشكل دوري معارض جهوية ووطنية تتيح للصانعات التقليديات تسويق منتجاتهن والانفتاح على تجارب مهنية أخرى.
وأبرز المدير الجهوي للصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني بجهة الداخلة - وادي الذهب، هاشم مرزوك، أن قطاع الصناعة التقليدية بشقيه الفني -الإنتاجي والخدماتي، يشكل مرآة تعكس الموروث الثقافي والتاريخي للجهة، كما يلعب دورا محوريا في تثمين التقاليد المحلية، وتعزيز دينامية التنمية المجالية.
وأضاف أن قطاع الصناعة التقليدية بالجهة يحرص على تأمين التكوين المستمر والتكوين بالتدرج المهني، بوصفه رهانا أساسيا للحفاظ على الحرف المهددة بالانقراض، وضمان انتقال المهارات من جيل إلى آخر بطريقة علمية ومضبوطة.
وأكد السيد مرزوك أن الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي يشكلان قطاعا ثالثا مكملا للقطاعين العام والخاص، لما لهما من أثر إيجابي على تعزيز التماسك الاجتماعي، وتحقيق التنمية المستدامة، وتمكين الفئات الهشة من تحسين ظروف عيشها والانخراط الفاعل في الدورة الاقتصادية.
وفي السياق، تقول ميمونة حمية، وهي واحدة من المستفيدات من هذا المشروع: إن هذا "الصرح الحرفي والثقافي والاقتصادي مكننا كنساء ننتمي إلى هذه الجهة، ونتمتع بمهارات مهمة، من التوفر على فضاء نبرز فيه مواهبنا، ونحقق، من خلاله، التمكين الاقتصادي ونواكب، عبره، تطورات العصر".
ويجسد مشروع "دار الصانعة" بالداخلة مختبرا حقيقيا للتمكين والابتكار والتثمين ونموذجا للتنمية المحلية المندمجة التي تنسجم مع روح النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، كما يعكس الالتزام الراسخ للنهوض بالصناعة التقليدية النسائية، وجعلها ليس، فقط، مدرة للدخل، بل ذات قيمة اجتماعية وثقافية.
