حفل افتتاح مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة يحتفي بإفريقيا و الحضارات الإنسانية


حفل افتتاح مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة يحتفي بإفريقيا و الحضارات الإنسانية صورة - آ.4.ب
أفريكا فور بريس - أسية اسويطط

      في فضاء باب الماكينة التاريخي الشاهد على عراقة مدينة فاس و إرثها الغني  كان لجمهور مهرجان فاس للموسيقي العالمية العريقة موعد  اعتادوا  على انتظاره بشوق للاستمتاع بأجواء موسيقية روحية تخاطب الوجدان و ترحل بالنفوس إلى عوالم  محملة بقيم التسامح و التعايش التي تجمع بين جميع الديانات و الحضارات .

ففي لوحة فنية قدمت  الطبيعة كمساحة كونية مقدسة و الإنسان ككائن تسكنه روح تبحث عن السلام، نجح المخرج في  تقديم  عرض منسجم رغم تعدد أنساقه الفنية من خلال تجسيد   أفريقيا  باعتبارها  ضيف شرف الدورة  كبيئة مقدسة  و فضاء غني بلأسس الإنسانية  التي تعرف كيفية التعامل مع قوى الطبيعة و من خلال إبراز دور مدينة فاس في تزكية و  تغدية الشعور الديني لجزء كبير من سكان هذه القارة الغراء. و ذلك عبر مشاهد  و  سلسلة مقاطع  توثق لرحلة تصويرية مستوحاة من جمال إفريقيا بألوانها الطبيعية. 

و لأن فاس ظلت  وفية داذما  للعلاقات  التي جمعتها تاريخيا بالحضارات الإنسانية،  وحافظت عبر العصور على روابطها بمختلف الأماكن التي تتقاسم معها الروافد المشتركة، كانت الحضارة الإيطالية حاضرة في حفل الافتتاح حيث جسد العرض الموسيقي علاقة فاس بمدينة فلورانسا المتوأمتين مندعام 961  احتفاء  بحضارتين  متميزتين: حضارة عربية إسلامية منفتحة  و حضارة غربية غنية.

و لعل هذا الغنى الحضاري هو الذي أضفي على العرض تميزه و غناه بالإضافة إلى  الوجوه والفرق الموسيقية المشاركة   نذكر منها المجموعة الصوفية لنساء مايوت من جزر القمر و مجموعة الغناء الصوفي من سلطنة عمان و مجموعة طبول بورندي و فرقة السماع من مكناس ....كما قدمت  باتيستا أكوافيفا  أغنية مقدسة من عصر النهضة،  بينما جسد الفنان حبيب ديمبيلي من مالي دور الراوي بامتياز.

و لازال برنانج الدورة الثامنة و العشرون من مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة غني بالعديد من السهرات و الندوات الفكرية التي ستحتضنها فضاءات فاس العريقة طيلة تسعة أيام . 

اترك تعليقاً