جمعية جسور المعارف ببوردو تنظم ندوة حول دورالمغرب في السلام العالمي

شكل موضوع "المغرب نموذج للسلام"، محور ندوة نظمتها جمعية "جسور المعارف"، مؤخرا، بتنسيق مع القنصلية العامة للمملكة في بوردو.
أدار اللقاء الخبير القانوني، هوبير سيلان، لتسليط الضوء على دور المغرب كرافعة للسلام، سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي، من خلال تقديم نموذجه الفريد القائم على التعايش والحوار بين الأديان، فضلا عن مكانته كراع للسلم والأمن في المنطقة.
وفي مداخلة له، خلال هذه الندوة، ألقى رئيس جمعية "رباط الفتح للتنمية المستدامة"، الضوء على دور مؤسسة إمارة المؤمنين، باعتبارها "مفهوما جامعا يوحد جميع المؤمنين، بمن فيهم اليهود والمسيحيون".
وأشار إلى أن اعتماد المذهب المالكي يعود إلى عهد السلالات الحاكمة الأولى في المغرب، وأن الحفاظ عليه، إلى غاية اليوم، يشهد على استمرارية واستقرار النموذج الديني المغربي.
ومن جانبها، حرصت القنصل العام للمملكة في بوردو، على التذكير بأن المغرب، تحت القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، "التزم بشكل حازم بنهج الحوار والتسامح والتعاون الإقليمي والدولي".
وبدوره، استعرض عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالرباط، الإصلاحات التي باشرتها المملكة في مجال العدالة، والرامية إلى تكريس مبدأ استقلالية السلطة القضائية، مبرزا التقدم الذي أحرزه دستور 2011 في هذا المجال، من خلال إحداث المجلس الأعلى للسلطة القضائية، واستقلالية رئاسة النيابة العامة عن وزارة العدل.
أما الجنرال برونو كليمان-بولي، المدير السابق للتعاون في مجالي الأمن والدفاع بوزارة الشؤون الخارجية الفرنسية، فقد تطرق، من جانبه، إلى الدور المركزي الذي يضطلع به المغرب في إفريقيا جنوب الصحراء، وخاصة في غرب إفريقيا، من خلال مبادراته العديدة والتزامه الدؤوب بتعزيز تعاون جنوب-جنوب نشط ومتضامن، مشددا على "الربط الفريد الذي توفره المملكة بين شمال المغرب العربي وإفريقيا جنوب الصحراء".
ومن جهتها، أكدت أكاديمية وخبيرة في القانون الدستوري، أن دستور المملكة كرس التلاحم بين مكونات الهوية الوطنية الموحدة، الغنية بتعدد روافدها، العربية - الإسلامية، والأمازيغية، والصحراوية الإفريقية، والأندلسية، والعبرية والمتوسطية، مشيرة إلى التقدم المحرز في مجال المساواة بين الجنسين، مع وجود 14 مقتضى دستوريا يعزز مبدأ المناصفة وعدم التمييز.
وتميز هذا اللقاء بمشاركة العديد من الشخصيات الفرنسية وأفراد من الجالية المغربية، بما في ذلك أكاديميون، وفاعلون في المجتمع المدني، وأعضاء من الطائفة اليهودية المغربية المقيمة في بوردو.