تعزيز الإصدارات المستدامة في الشرق الأوسط


تعزيز الإصدارات المستدامة في الشرق الأوسط صورة - م.ع.ن
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

      توقعت "ستاندرد آند بورز غلوبال ريتينغز" أن يساهم التعرض المتزايد لتغير المناخ، فضلا عن المبادرات الحكومية وتعهدات الشركات، في تعزيز إصدارات السندات المستدامة وبالخصوص الخضراء في الشرق الأوسط.

وكشف تقرير للوكالة أوردته وسائل إعلام محلية اليوم الخميس، أنه بالنطر إلى تركيز النفط والغاز في الاقتصاد بالشرق الأوسط، والتحديات التي تواجه إصدار الصكوك المستدامة، تتم دراسة الدور المحتمل لأدوات السندات المستدامة، بما في ذلك أدوات التمويل الإسلامي، في تمويل التحول في مجال الطاقة في المنطقة.

وأكد التقرير أن استمرار تزايد إصدارات السندات المستدامة بالشرق الأوسط، خلال السنوات القادمة، يأتي بدعم من المبادرات الحكومية والحداثة النسبية لبعض الأسواق، مضيفا أنه من المرجح أن تظل الإمارات والسعودية رائدتين في سوق السندات المستدامة في المنطقة، لا سيما من خلال السندات الخضراء، والتي يتوقع التقرير أن تستمر في دفع الإصدارات الإقليمية على مدى السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة.

وأشار إلى أن إصدارات السندات المستدامة في الشرق الأوسط ترتفع من قاعدة منخفضة، لكنها تزداد بسرعة على الرغم من ضعف الاقتصاد العالمي وارتفاع أسعار الفائدة.

وتضاعف إصدار السندات المستدامة - بما في ذلك الصكوك المستدامة - بأكثر من أربعة أضعاف في الأشهر التسعة الأولى من عام 2023، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، ليصل إلى 19.4 مليار دولار. ومع ذلك، فإنها لا تزال تمثل أقل من 1 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي لدول الشرق الأوسط التي جرت دراستها، وهذا يتماشى نسبيا مع بعض الاقتصادات الناشئة الأخرى.

وتمثل الإصدارات في الشرق الأوسط حصة أعلى من إصدارات السندات العادية في المنطقة مقارنة بالمتوسط العالمي، حيث تمثل نحو 30 في المائة من إجمالي إصدارات السندات الدولية المقومة بالدولار خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2023.

وكان "تقرير فجوة التكيف 2022" الصادر عن الأمم المتحدة، قد أشار إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحتاج إلى إنفاق ما متوسطه 15 مليار دولار سنويا بين عامي 2021 و2030 على مشاريع تمويل التكيف. مضيفا أنه نتيجة لذلك، من المتوقع أن تظل السندات الخضراء سائدة في المنطقة (86 في المائة اعتبارا من الأشهر التسعة الأولى من عام 2023)، وأن يظل إصدار السندات الاجتماعية منخفضا نسبيا.

ونفذت الإمارات والسعودية أكبر الاستثمارات في مصادر الطاقة المتجددة حيث توقع التقرير رؤية المزيد من أحجام الإصدارات من السعودية والإمارات، خصوصا وانهما التزمتا بتنويع وتعزيز استدامة اقتصاداتهما، الأمر الذي من المرجح أن يخلق فرصا للاستفادة من أسواق السندات والصكوك المستدامة.

 وفي الأشهر التسعة الأولى من عام 2023، وصلت إصدارات السندات المستدامة في الإمارات والسعودية إلى 8.4 و7.7 مليار دولار على التوالي، لتشكل 43 و40 في المائة من حجم هذه الإصدارات في المنطقة.

وتشكل الإصدارات السيادية المباشرة 71 في المائة من إجمالي عدد الإصدارات في السعودية، وكلها من خلال إصدارات صندوق الاستثمارات العامة. ويقارن هذا بنسبة 12 في المائة في الإمارات في نفس الفترة.

اترك تعليقاً