تصحيح الإبصاريدخل كرحلة جديدة باستعمال التيار الكهربائي المنخفض


تصحيح الإبصاريدخل كرحلة جديدة باستعمال التيار الكهربائي المنخفض
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

      طور فريق من الباحثين الأمريكيين تقنية جديدة لتصحيح الإبصار تقوم على إعادة تشكيل القرنية باستخدام تيار كهربائي منخفض، في بديل واعد لعمليات الليزك المعتمدة على الليزر، والتي يخضع لها مئات الآلاف سنويا، رغم ما قد تسببه من مضاعفات وآثار جانبية.

وأفادت نتائج الدراسة، التي قدمت، خلال الاجتماع السنوي للجمعية الكيميائية الأمريكية، بأن التقنية الجديدة، المعروفة باسم "إعادة التشكيل الكهرو-ميكانيكي"، أظهرت نجاحا في تعديل قرنيات أرانب داخل المختبر لتصحيح قصر النظر، دون الحاجة إلى أي شق جراحي أو إزالة للأنسجة.

وتعتمد عمليات الليزك الحالية على إعادة تشكيل القرنية، وهي الطبقة الشفافة في مقدمة العين، عبر إزالة مقادير دقيقة من أنسجتها بواسطة الليزر لتغيير درجة انحنائها. ورغم فعاليتها، قد يترتب عن هذه الجراحة آثار جانبية متفاوتة مثل جفاف العين، واضطرابات الرؤية الليلية، وحتى ضعف بنية القرنية في بعض الحالات النادرة.

أما التقنية الجديدة، فتستند إلى مبدأ مختلف كليا، إذ إن القرنية الغنية بالكولاجين والماء تصبح قابلة للتشكيل عند تعريضها لجهد كهربائي منخفض يغير درجة الحموضة داخل النسيج، مما يؤدي إلى ارتخاء الروابط بين ألياف الكولاجين، وخلال هذه اللحظة القصيرة من المرونة، توضع عدسة بلاتينية خاصة لتحديد الانحناء المطلوب، ثم تعود الروابط إلى التماسك مع استقرار الحموضة، فيحتفظ النسيج بالشكل الجديد دون أي تدخل جراحي.

وأظهرت التجارب الأولية على 12 مقلة عين أرنب أن تطبيق الجهد الكهربائي لدقيقة واحدة، فقط، مكن القرنية من محاكاة الشكل المطلوب بدقة، حيث استعيدت قدرة عشر عيون على التركيز بشكل طبيعي.

 كما أكدت الفحوص سلامة الخلايا بفضل التحكم الدقيق في التغيرات الكيميائية، في حين أبانت تجارب إضافية أن التقنية قد تساعد، كذلك، في إزالة بعض عتامات القرنية التي لا يعالجها، حاليا، سوى زرع قرنية كامل.

وأوضح الباحثون أن الخطوة التالية تتمثل في إجراء تجارب موسعة على أرانب حية لتقييم الاستجابة طويلة الأمد وملاءمة التقنية لتصحيح مختلف عيوب الإبصار مثل طول النظر، والانحراف (الاستجماتزم). غير أن تحديات التمويل قد تؤخر الانتقال إلى هذه المرحلة الحاسمة من البحث.

ورغم ذلك، أكد قائد الفريق البحثي، مايكل هيل من كلية "أوكسيدنتال"، أن التقنية، إذا وصلت إلى مرحلة الاستخدام السريري، ستكون أقل تكلفة وأسهل تطبيقا من الليزك، مع إمكانية التراجع عنها إذا اقتضت الضرورة. وبينما يظل الليزك الخيار الأكثر شيوعا حاليا، تفتح إعادة التشكيل الكهرو-ميكانيكي الباب أمام جيل جديد من تقنيات تصحيح البصر الآمنة والبسيطة.

اترك تعليقاً