تصاعد النزاع بين تايلاند وكمبوديا اشتباكات دامية ومساع دولية للتهدئة

لليوم الثالث على التوالي، استمرت المعارك العنيفة بين القوات التايلاندية والكمبودية، السبت، مع توسع نطاق الاشتباكات إلى جبهات جديدة في إقليم ترايت الساحلي جنوب تايلاند ومحافظة بورسات الكمبودية، على مسافة تفوق 100 كيلومتر من بؤر التوتر الأولى.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن، خلال زيارته لاسكتلندا، أنه أجرى اتصالات مع قادة البلدين في محاولة للتوسط لوقف فوري لإطلاق النار. وكتب في منشور على منصته: تحدثت للتو إلى رئيس وزراء كمبوديا لوقف الحرب مع تايلاند، وأجريت محادثة جيدة مع رئيس الوزراء التايلاندي المكلّف. كلا البلدين يريدان السلام.
وحذر ترامب من أنه لن يبرم أي اتفاقات تجارية مع الحكومتين طالما استمرت المواجهات، داعيا إلى مسار يؤدي إلى «سلام وازدهار» بعد التوصل إلى هدنة.
وزارات الدفاع في البلدين أكدت سقوط أكثر من 30 قتيلا، بينهم جنود ومدنيون، إضافة إلى نزوح ما يزيد على 130 ألف شخص في أسوأ تصعيد عسكري منذ 13 عاما.
ووفق الإحصاءات الرسمية، قتل في الجانب الكمبودي خمسة جنود وثمانية مدنيين، بينما سقط في الجانب التايلاندي سبعة جنود و13 مدنيًا حتى مساء السبت.
التوترات بدأت أواخر مايو الماضي إثر مقتل جندي كمبودي في اشتباك حدودي، ما فجر أزمة سياسية دفعت الحكومة الائتلافية في تايلاند إلى حافة الانهيار وسط حشود عسكرية متبادلة.
وفي مسعى إقليمي للتهدئة، أعلن رئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم، الذي يترأس رابطة آسيان، عن مبادرة لوقف إطلاق النار، مؤكداً أن كمبوديا أيدتها فيما أبدت تايلاند موافقة مبدئية عليها. وأوضح إبراهيم أنه أوعز إلى وزير خارجيته للتواصل مع الطرفين، مبديا استعداده للتدخل شخصيا لإنهاء القتال.
في نيويورك، أبلغ سفير تايلاند لدى الأمم المتحدة مجلس الأمن أن جنود بلاده تعرضوا لإصابات جراء ألغام قال إنها زرعت حديثا داخل الأراضي التايلاندية، متهما كمبوديا بشن «هجمات متعمدة وغير مبررة».
في المقابل، نفت وزارة الدفاع الكمبودية الاتهامات، متهمة تايلاند بـ«التعبئة العسكرية العدوانية وانتهاك السيادة»، داعية المجتمع الدولي إلى إدانة العدوان التايلاندي
النزاع بين البلدين يعود إلى خلافات قديمة حول المعالم الأثرية الحدودية، خاصة معبد بريا فيهير وتا موان توم الهندوسيين. ورغم أن محكمة العدل الدولية أقرت عام 1962 تبعية المعبد الأول لكمبوديا، فإن التوتر تصاعد مجددا عام 2008 عندما سعت كمبوديا لإدراجه ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات دامية استمرت سنوات.