تحول شامل في التعليم العالي لتعزيز جودة الرأسمال البشري وتكريس جامعة التميز

       أكد رئيس الحكومة السيد عزيز أخنوش، خلال جلسة بمجلس النواب، أن الدخول الجامعي الحالي يمثل نقطة تحول حاسمة في تنفيذ المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في أفق 2030.

 واعتبر أن هذا التوجه يسعى إلى بناء نموذج جامعي بمعايير دولية يكرس مبدأ التمكين والتعلم مدى الحياة، ويهدف إلى الارتقاء بجودة الرأسمال البشري كرافعة للتنمية الشاملة، مستندا إلى التوجيهات الملكية والقانون الإطار رقم 17-57 وكذا البرنامج الحكومي.

أخنوش أوضح أن الحكومة تواكب الأوراش التنموية ذات الأولوية من خلال توفير تكوينات عالية الجودة، وتحسين قابلية تشغيل الخريجين، إلى جانب ترسيخ قيم المواطنة والهوية الوطنية.

وقد بلغ عدد المسجلين في التعليم الجامعي هذا العام حوالي 1.3 مليون طالب، منهم أكثر من 344 ألف طالب جديد، يشكل المسجلون في الجامعات العمومية 91 في المائة منهم.

وفي إطار تنويع التكوينات، أدرج نحو 4000 مسلك جديد، من بينها 3000 في التعليم العالي العمومي، و1000 في القطاع الخاص. كما تم إحداث 82 مركزا جديدا للتميز تضم أكثر من 186 مسارا ويستفيد منها أكثر من 15 ألف طالب، في مجالات ترتبط بمهن المستقبل واحتياجات الاقتصاد الوطني.

وأكد أخنوش أن الجامعة المغربية منخرطة في دعم الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية التي تشهدها البلاد، من خلال إعداد أطر بشرية مؤهلة لمواكبة التحولات خاصة في قطاعات مثل الهندسة، الصحة، المساعدة الاجتماعية، التعليم والرقميات.

وتستهدف الحكومة تكوين 100 ألف خريج في هذه التخصصات بحلول عام 2027، وتوسيع عدد المسجلين في مسارات تكوين الأساتذة إلى 50 ألفا بحلول نهاية 2025، إضافة إلى رفع عدد خريجي التخصصات الرقمية إلى 22.500.

في مجال البحث العلمي، أطلقت الحكومة إصلاحاً جديداً لسلك الدكتوراه باعتماد 245 مسلكا يستوعب أكثر من 11.700 طالب، مع استمرار تنفيذ برنامج خاص لتكوين جيل جديد من طلبة الدكتوراه يتولون مهام التأطير الجامعي، مقابل منحة شهرية بقيمة 7.000 درهم. كما أعلنت عن شراكات جديدة مع وزارات مختلفة لدعم البحث العلمي من خلال تقديم منح إضافية موجهة نحو مشاريع تطبيقية داخل المقاولات أو في مجالات متخصصة مثل الذكاء الاصطناعي والمخاطر الطبيعية.

من ناحية البنية الرقمية، تم تزويد 220 موقعا جامعيا بالأنترنت عالي السرعة من الجيل الجديد، وإنشاء محتوى تعليمي رقمي على منصة Moodle. كما تم إطلاق تجربة مراكز "CODE212" لتكوين الطلبة في المجالات الرقمية، إلى جانب إطلاق تطبيق "الجامعة المغربية الذكية MyMoroccanUniv" لتسهيل التواصل الرقمي بين الطلبة ومؤسساتهم.

وفي سياق دعم الابتكار، تستمر الحكومة في تنفيذ برنامج مجمعات الابتكار بشراكة مع وزارات أخرى، حيث تم التخطيط لإنشاء ثلاثة مجمعات جديدة في جامعات الحسن الثاني، وابن طفيل، ومولاي إسماعيل، باستثمار يتجاوز 296 مليون درهم، إضافة إلى برنامج نقل التكنولوجيا الذي يضم 11 مشروعا بميزانية تقارب 60 مليون درهم.