تأهيل قصبة الكسيمي التاريخية بإنزكان

انطلقت بإنزكان أشغال ترميم وتأهيل "قصبة الكسيمي" إحدى الرموز التاريخية البارزة التي تجسد ذاكرة المدينة وتحكي فصولا من تاريخها العريق، وذلك بقيمة إجمالية تفوق 40 مليون درهم.
ويأتي هذا المشروع الرامي إلى تثمين التراث و الهوية الثقافية لمدينة إنزكان، في
إطار اتفاقية شراكة استراتيجية بين جماعة إنزكان وزارة الثقافة و مجلس جهة سوس
ماسة ومجلس عمالة إنزكان أيت ملول، ما يعكس حجم الرهان على إعادة إحياء هذا الموقع
التاريخي وتحويله إلى قطب ثقافي وسياحي هام.
ولا يقتصر مشروع ترميم و إعادة تأهيل القصبة على الحفاظ على البنية التاريخية فقط،
بل يشمل أيضا تهيئة الفضاء المحيط بها والفضاء الداخلي لتحتضن الأنشطة الثقافية،
العروض التراثية والمعارض الفنية ومختلف الأنشطة التقليدية و السياحة والصناعات
الثقافية.
وأكد حمزة رجماتي، المهندس المكلف بتتبع الا شغال بالوكالة الجهوية لتنفيذ
المشاريع سوس ماسة، أن هذه الأشغال ستمر عبر ثلاثة أشطر تبدأ بترميم السور
والأبراج، ثم يليه ترميم المنشآت الداخلية للقصبة، ليتم بعدها إعادة تأهيل الفضاء
الخارجي لهذه القصبة.
من جانبه، أوضح الباحث في التراث، أحمد طالب، أن تاريخ تأسيس هذه القصبة يعود إلى
أواخر القرن التاسع عشر، وقد إرتبطت بتاريخ أسرة أيت القايد الكسيمي، على اعتبار
أن إنزكان كانت مركز قرى قبيلة "كسيمة"، مشيرا إلى أن هذه القصبة تتواجد
بموقع استراتيجي مما يوفر سهولة في الإشراف على منطقة انزكان و مراقبة محيطها
الحيوي و الطرق المتصلة بها آنذاك.
وأضاف أن ترميم "قصبة الكسيمي" التاريخية واعادة الاعتبار اليها كمعلمة
تاريخية مهمة يمكن استغلاله واسثتماره في المشهد السياحي والثقافي لتكون بذلك قيمة
مضافة للمدينة ولوجهة سوس ماسة عامة، مبرزا أن هذا الترميم يعد أيضا استثمارا في
الذاكرة الجماعية، وفي بناء جسور متينة بين الماضي والحاضر، من أجل مستقبل ثقافي
واعد للمنطقة.