بعد نصف قرن من السرقة امرأة ألمانية تعيد إلى اليونان تاج عمود أثري من موقع أولمبيا
صورة - م.ع.ن
أعادت امرأة ألمانية إلى اليونان قطعة أثرية نادرة سرقت قبل أكثر من خمسين عاما من موقع أولمبيا الأثري، مهد الألعاب الأولمبية القديمة، وفق ما أعلنت وزارة الثقافة اليونانية.
القطعة المعادة هي تاج عمود حجري من الحجر الكلسي يبلغ ارتفاعه 24 سنتيمترا وعرضه 33,5 سنتيمترا، وكانت قد أُزيلت من مبنى «ليونيدياون»، وهو دار ضيافة يعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد في أولمبيا القديمة.
وجرى تسليم التاج رسميًا يوم الجمعة 10 من أكتوبر، ليكون ثالث أثر يعاد إلى اليونان من جامعة مونستر الألمانية خلال السنوات الأخيرة، في إطار تعاون ثقافي متواصل بين الجانبين.
وأوضحت وزارة الثقافة أن السيدة الألمانية قررت تسليم القطعة إلى جامعة مونستر بعدما تأثرت بمبادرات سابقة لإعادة آثار إلى بلدانها الأصلية من قبل المؤسسة نفسها، مشيرة إلى أن الجامعة تعاونت بشكل وثيق في إتمام عملية الإعادة.
وأشادت الوزارة بما وصفته بـ"حسّها الإنساني وشجاعتها"، معتبرة الخطوة "مثالا على احترام الإرث الثقافي العالمي".
وقال الأمين العام لوزارة الثقافة، جورجيوس ديداسكالوس، إن هذا العمل "يظهر أن الثقافة والتاريخ لا يعرفان حدود، بل يتطلبان التعاون والمسؤولية والاحترام المتبادل".
من جهته، صرح توربن شرايبر، القيم على متحف الآثار بجامعة مونستر، بأن "القيام بما هو صائب وأخلاقي لا يفقد قيمته مهما تأخر الزمن".
ويذكر أن جامعة مونستر أعادت في عام 2019 كأس نبيذ بمقبضين يعود لأحد الفائزين في أول دورة أولمبية حديثة أقيمت في أثينا عام 1896، كما أعادت عام 2024 رأسا رخاميا من العصر الروماني مصدره مقبرة في سالونيك.
وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود أثينا المتواصلة لاستعادة آثارها المسروقة عبر التعاون الثقافي والدبلوماسي، دون اللجوء إلى المسارات القضائية، بينما تبقى رخاميات البارثينون المعروضة في المتحف البريطاني على رأس أولوياتها في هذا المسعى.