برلمانيون عرب يدعون من الرباط إلى ضرورة تعاون جنوب-جنوب

أكد رؤساء الوفود العربية المشاركة في أشغال النسخة الثالثة من منتدى الحوار البرلماني جنوب-جنوب، الذي ينظم بمقر مجلس المستشارين، اليوم الاثنين، على ضرورة التعاون الشامل بين دول الجنوب لرفع مختلف التحديات الراهنة على المستوى العالمي.
وأبرزوا، خلال "قمة الرؤساء"، المندرجة ضمن أشغال المنتدى، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أن من شأن التنسيق بين هذه الدول، ولاسيما برلماناتها ومجالسها التشريعية، أن يساهم في التغلب على مجموعة من التحديات، وحل الأزمات والاشكالات الاقتصادية المتعددة.
وأوضحوا أن التعاون بين دول الجنوب أصبح ضرورة ملحة، نظرا لطبيعة التحديات المعاصرة المرتبطة، على الخصوص، بالتغيرات المناخية، والأزمات الأمنية والاقتصادية، والتكنولوجيات المتطورة التي تلقي بظلالها على العالم.
وفي هذا الصدد، قال محمد أحمد اليماحي، رئيس البرلمان العربي: إن دول الجنوب تمتلك موارد طبيعية وإمكانيات بشرية تؤهلها لتكون في مصاف الدول الاقتصادية القوية العالمية، وصوتا مؤثرا في النظام العالمي، لكنها تحتاج إلى الاستغلال الأمثل لتلك الموارد والإمكانات، ومعالجة التحديات الخاصة بتباين الأنظمة الاقتصادية كي تتمكن من تحقيق الاندماج الإقليمي والتكامل الاقتصادي.
وسلط الضوء على أهمية الدبلوماسية البرلمانية الاقتصادية، من خلال الحوار البرلماني الذي يمثله المنتدى، الذي يعتبر منصة مفتوحة لتبادل التجارب والخبرات واستكشاف سبل تعزيز الشراكات الاستراتيجية بين إفريقيا وآسيا والعالم العربي وأمريكا اللاتينية، مشددا على أن التحولات المتسارعة التي يشهدها الاقتصاد العالمي، وما يعرفه العالم من حروب تجارية تفرض على دول الجنوب اتخاذ خطوات جادة وسريعة لتحقيق التكامل الاقتصادي وفق المصالح المتبادلة وصيغة رابح-رابح.
واعتبر أنه آن الأوان لإقامة تعاون مشترك بين دول الجنوب لتنفيذ مشاريع تهم البنيات التحتية الإقليمية للمساهمة في تعزيز حركة التجارة البينية، وتعزيز التعاون في مجالات الصحة، والتعليم، والأمن الغذائي، وغيرها من المجالات التي تمثل أساس التنمية المستدامة، داعيا إلى توظيف التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي من أجل التحول إلى الاقتصاد الرقمي.
وأكد باقي المتدخلين من ممثلي الوفود البرلمانية العربية، ولاسيما من البحرين، والإمارات العربية المتحدة، والأردن ومصر، وقطر، أن التعاون بين دول الجنوب لم يعد خيارا، بل ضرورة ملحة في ظل التحديات العالمية العديدة، مثل التغيرات المناخية، وتنامي النزاعات والصراعات، مما يفرض توحيد الجهود والتأسيس لشراكات استراتيجية قائمة على التحاور والتعاون البناء.
وشددوا على أن دول الجنوب بحاجة الى إعادة صياغة استراتيجياتها التنموية، واتباع المرونة لتكون فاعلا تنافسيا في ظل معطيات التحول الدولية، داعين إلى التعاون بين دول الجنوب للتأثير في المحيط الدولي والإقليمي مع إقامة شراكات في عالم تتقاطع فيه الرؤى والتحديات والفرص.
وأشاروا، من جهة أخرى، إلى أن هذا المنتدى يعتبر منصة لتبادل الخبرات ومعالجة التحديات، وفرصة تاريخية لترسيخ حوار جنوب-جنوب، وإعادة تعريف مفهوم التعاون بين الدول المشاركة، مضيفين أنه يعيد التأكيد، أيضا، على أن البرلمانات صوت الشعوب وضمانة الاستقرار وقاطرة التكامل السياسي والاقتصادي والاجتماعي لدولها. كما شددوا على أهمية الحوار البرلماني كوسيلة فعالة لتعزيز التقارب والتفاهم.
يذكر أن هذا المنتدى ينظم بشراكة بين مجلس المستشارين ورابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي (أسيكا)، تحت شعار "الحوارات البين إقليمية والقارية بدول الجنوب: رافعة أساسية لمجابهة التحديات الجديدة للتعاون الدولي وتحقيق السلم والأمن والاستقرار والتنمية المشتركة".