انتخابات تشريعية بأستراليا في ظل تصارع بين المحافظين وحزب العمال الحاكم

يستعد أكثر من 18,1 مليون ناخب أسترالي، غدا السبت، للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات العامة، في ظل منافسة شرسة بين حزب العمال الحاكم، الذي يتزعمه رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي، والائتلاف المحافظ المعارض بقيادة بيتر داتون.
وذكرت لجنة الانتخابات الأسترالية، في بيان، أن التصويت المبكر، الذي بدأ في 22 أبريل المنصرم لانتخابات أعضاء البرلمان، سجل إقبالا متزايدا، موضحة أن نحو 7 ملايين ناخب أدلوا بأصواتهم في مراكز الاقتراع المبكر، أو عبر التصويت البريدي، وهو ما يعكس تزايد الوعي الانتخابي والانخراط الشعبي في العملية الديمقراطية.
وينتخب الاستراليون، غدا، 150 نائبا في مجلس النواب بعد تقليص عدد المقاعد من 151 بسبب تعديلات ديموغرافية، إذ تستخدم آلية التصويت التفضيلي الكامل لانتخاب النواب، فيما يعتمد التصويت لمجلس الشيوخ على التفضيل الجزئي، بينما يشترط لتشكيل حكومة أغلبية نيل 76 مقعدا على الأقل.
ويسعى داتون، وهو شرطي سابق شغل مناصب وزارية في الدفاع والهجرة، للإطاحة بألبانيزي إلا أنه يواجه تراجعا في شعبيته نتيجة خطابه الشعبوي المتشدد واتهامه بإثارة "حروب ثقافية" تتعلق بالهجرة والهوية والتعليم.
وركز حزب العمال والائتلاف المحافظ، خلال حملاتهما الانتخابية، على ضغوط تكاليف المعيشة وارتفاع أسعار السكن، إلا أن الاستطلاعات أظهرت أن حالة الغموض العالمي، الناتجة عن السياسات العالمية التجارية المتقلبة، أصبحت قضية محورية لدى الناخبين.
وأظهر استطلاع أجرته مؤسسة (ريدبريدج-أكسنت) تقدم حزب العمال بنسبة 53 في المائة، مقابل 47 في المائة للائتلاف المحافظ.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن تقدم حزب العمال بزعامة ألبانيزي لا يرجح حصوله على أغلبية مطلوبة لتشكيل حكومة منفردة، مما يعني احتمال ظهور تحالفات جديدة مع الأحزاب الصغيرة والمستقلين.
وللمرة الأولى في التاريخ السياسي المعاصر لأستراليا يتفوق عدد الناخبين من جيل الألفية وجيل (زد) على كبار السن، إذ تعرف هذه الشريحة بانتقادها للأحزاب التقليدية، وهو ما يرجح استعدادها لتأييد حكومة أقلية وخيارات سياسية غير تقليدية.
وكانت حكومة حزب العمال، في البرلمان المنتهية ولايته، تتوفر على 78 مقعدا من أصل 151، مما مكنها من الحكم منفردة، أما في مجلس الشيوخ فلم يتوفر أي حزب على أغلبية، مما أبقى احتمال تشكيل حكومة أقلية أو عقد تحالفات سياسية قائما في حال أفرزت الانتخابات برلمانا معلقا.
وستفتح مراكز الاقتراع أبوابها، في أستراليا غدا، على الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي وتغلق عند السادسة مساء، على أن تعلن النتائج الأولية مساء مع احتمال تأخر إعلان النتائج النهائية لبعض الدوائر الانتخابية بسبب فرز الأصوات البريدية.
وتشهد أستراليا هذه الانتخابات وسط أجواء اقتصادية متقلبة مع تباطؤ النمو، وارتفاع نسبي في تكلفة المعيشة، إلى جانب نقاشات محتدمة حول سياسات الهجرة والتغير المناخي وتمويل الرعاية الصحية والتعليم، ما جعل الناخب الأسترالي منقسما بين دعم الاستقرار أو الدفع نحو التغيير السياسي.