النمغرب يبسط تجربته في مجال التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي بعمان

تم، يوم أمس الاثنين، خلال أشغال النسخة الثانية لمنتدى التعاون الرقمي والتنمية المنظم بعمان، تقديم التجربة المغربية في مجال التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي.
وأوضح السيد حاتم مرادي، رئيس قسم رصد نجاعة الأداء وجودة الخدمات العمومية بوزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، خلال مداخلة تهم المحور المتعلق ب "الذكاء الاصطناعي-الأخلاقيات والتشريعات"، ضمن برنامج المنتدى، أن المغرب أطلق الاستراتيجية الوطنية ''المغرب الرقمي 2030'' التي تجعل من الذكاء الاصطناعي رافعة أساسية، وذلك في مسعى إلى تحديث الإدارة والاقتصاد، وخلق بيئة مواتية للابتكار وريادة الأعمال.
وأضاف أنه، لتحقيق هذه الرؤية، أعطى المغرب الأولوية لتأهيل المواهب في مجال التقنيات الرقمية من خلال تدريب 22500 شابا سنويا على المهارات الرقمية، في أفق 2027، مع التركيز بشكل خاص على الذكاء الاصطناعي.
وأشار في هذا السياق إلى إنشاء أكثر من 140 دورة مخصصة للتكنولوجيا الرقمية في الجامعات، بما في ذلك أكثر من 20 دورة مخصصة، خصيصا، للذكاء الاصطناعي، تهدف إلى تعزيز قدرات الموظفين العموميين والشركات والشباب في هذا المجال.
وفي مجال البحث والابتكار، ذكر السيد مرادي بأن المغرب استثمر في عدة مبادرات، من بينها المركز الدولي للذكاء الاصطناعي " IA. MOVEMENT"، الذي أنشئ سنة 2020 تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس في جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بالرباط، حيث يعد أول مركز من فئة اليونسكو الثانية في إفريقيا، ويهدف إلى أن يكون حافزا للبحث والتدريب وتنمية المهارات في مجال الذكاء الاصطناعي.
وأضاف أن المغرب يتوفر، أيضا، على "دار الذكاء الاصطناعي"، وهي مركز يعزز التعاون بين الفاعلين العموميين والأكاديميين والصناعيين حول القضايا المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى أول مدرستين عموميتين للهندسة مخصصتين بالكامل للذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرقمية، في تارودانت (جامعة أكادير) وبركان (جامعة وجدة).
وفي السياق نفسه، لفت إلى أن المملكة تمتلك بنى تحتية رقمية متطورة، بما في ذلك العديد من مراكز البيانات المعتمدة وفق المعايير الدولية، ومن بينها جامعة محمد السادس متعددة التخصصات، التي تضم أقوى كمبيوتر عملاق في إفريقيا، والمعروف باسم "الكمبيوتر العملاق الإفريقي"، و"مركز الحوسبة الفائقة"، "مما يضع المغرب ضمن أفضل 100 مركز ذكي في العالم".
من جهة ثانية، سجل أن المغرب يواصل تعزيز مكانته كفاعل رئيسي في المناقشات الدولية حول حكامة الذكاء الاصطناعي، حيث اضطلع بدور محوري في اعتماد أول أداة عالمية لتحديد المعايير الأخلاقية في مجال الذكاء الاصطناعي التي طورتها اليونسكو، وكان من أوائل الدول التي اعتمدت هذه التوصية.
وأضاف أن المغرب اعتمد، رسميا في مارس 2022، هذه التوصية وأنشأ لجنة قيادة معنية بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، مشيرا إلى أن الالتزام تجسد من خلال نشر أول "تقرير حول مدى جاهزية المغرب للاستخدام والتطوير المسؤول للذكاء الاصطناعي"، في ماي 2024، وذلك في العالم العربي وإفريقيا.
علاوة على ذلك، شارك المغرب مع الولايات المتحدة في رعاية أول قرار للأمم المتحدة حول الذكاء الاصطناعي، والذي تم اعتماده بالإجماع في مارس 2024، مذكرا أن هذا القرار يشكل خطوة تاريخية نحو وضع معايير دولية واضحة للذكاء الاصطناعي.
وعلى المستوى الإقليمي، توقف عند مساهمة المغرب، بشكل فعال، في إعداد الاستراتيجية العربية الموحدة للذكاء الاصطناعي، كما لعب دورا مهما في تطوير الاستراتيجية القارية لإفريقيا، بالتعاون مع مفوضية الاتحاد الإفريقي.
وكانت أشغال النسخة الثانية من "منتدى التعاون الرقمي والتنمية"، الذي تنظمه اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) وجامعة الدول العربية، قد افتتحت أمس الأحد.
ويتضمن برنامج المنتدى، الذي ينظم بتعاون مع وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة الأردنية، على مدى أربعة أيام، تحت شعار "رؤيتنا، عالمنا، مستقبلنا"، جلسات نقاشية، ولقاءات وزارية مغلقة تهدف إلى وضع خارطة طريق مشتركة لتعزيز التعاون الرقمي بين الدول العربية، مع التركيز على تنفيذ الأجندة الرقمية العربية 2023-2033، والاستفادة من التكنولوجيا والابتكار في تحقيق التنمية المستدامة.
ويبحث المنتدى، الذي يعرف مشاركة عدد من وزراء الاتصالات العرب وممثلين عن القطاعين العام والخاص والمجتمع التكنولوجي والأوساط الأكاديمية ومنظمات المجتمع المدني والشباب ومنظمات دولية تابعة للأمم المتحدة، سبل تعزيز التحول الرقمي في المنطقة العربية، وتطوير الاقتصاد الرقمي، وتقوية الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وأبرز التحديات والفرص المتعلقة بالأمن السيبراني، والذكاء الاصطناعي، والحكومة الرقمية.