المغرب والهند: افتتاح مصنع للمركبات المدرعة ببرشيد


المغرب والهند: افتتاح مصنع للمركبات المدرعة ببرشيد صورة - م.ع.ن
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

      تجسد وحدة الإنتاج الصناعي الهندية المغربية، الأول من نوعها في المغرب، تعميق الشراكة الاستراتيجية بين الرباط ونيودلهي، وطموح المغرب لبناء صناعة دفاع محلية موثوقة.

وبلغ المغرب والهند مرحلة حاسمة في تعاونهما الثنائي بافتتاح أول مصنع مغربي لتصنيع مركبات WhAP المدرعة 8×8، من تصميم شركة تاتا الهندية العملاقة، في برشيد.

ويعد مصنع برشيد ثمرة نقل تكنولوجي غير مسبوق بين البلدين، إذ سيتم، الآن، تجميع مركبات WhAP المدرعة 8×8، المعروفة بتعدد استخداماتها ومتانتها في ساحات العمليات، وإنتاجها جزئيا في المغرب، ويرسخ هذا الخيار مكانة المملكة كلاعب جديد في سلسلة القيمة العالمية للتسليح البري.

في الوقت نفسه، يتم توفير حوالي 100 وظيفة مباشرة، يشغلها فنيون مغاربة مدربون في الهند، مما يعكس رغبة في تعزيز المهارات المحلية وتعزيز تحسين مؤهلات القوى العاملة الوطنية.

بالنسبة للرباط، لا يعد هذا المصنع مجرد مشروع صناعي، بل يشكل ركيزة أساسية في استراتيجيتها لتحديث قدراتها العسكرية، فمنذ سنوات، يستثمر المغرب في بناء قاعدة صناعية دفاعية لتقليل اعتماده على الواردات وتأمين إمداداته.

وقد مهد قانون عام 2020 المتعلق بتصنيع الأسلحة والمعدات الدفاعية الطريق أمام شراكات مع جهات دولية فاعلة، في إطار من الاستقلالية والسيادة.

ويساهم مصنع برشيد الجديد في تحقيق هذا الهدف، إذ يرسخ مكانة المغرب كمركز إنتاج وصيانة مُحتمل لغرب وشمال إفريقيا، كما يمكنه أن يوفر فرصا للتصدير على المدى المتوسط، مما يعزز القدرة التنافسية الصناعية للبلاد.

بالنسبة للهند، يجسد إنشاء المصنع في برشيد طموح نيودلهي في ترسيخ مكانتها كمورد عالمي للتقنيات العسكرية، بعد أن ركزت صناعة الدفاع الهندية، بقيادة مجموعات مثل تاتا ومنظمة البحث والتطوير الدفاعي، على سوقها المحلي، تتوسع، الآن، على الصعيد الدولي.

ويعكس اختيار المغرب، بصفته لاعبا جيو-سياسيا مستقرا يتمتع باتفاقيات تعاون مع العديد من القوى، رغبة في اختراق الأسواق الإفريقية والأوروبية المتوسطية.

إلى جانب قطاع الدفاع، يعزز هذا التعاون العلاقات الاقتصادية المغربية- الهندية، التي تشهد بالفعل نموا متزايدا في قطاعات مثل الأسمدة، والسيارات، والطاقة المتجددة. ومن شأن التآزر المحيط بمصنع المركبات المدرعة أن يمهد الطريق لمشاريع صناعية مشتركة أخرى، مما يضع العلاقة بين الرباط ونيودلهي على مستوى استراتيجي جديد.

اترك تعليقاً