الرئيس الإيفواري الحسن واتارا يعلن ترشحه لولاية رابعة رغم الجدل السياسي

أعلن الرئيس الإيفواري الحسن واتارا، البالغ من العمر 83 عاما، ترشحه للانتخابات الرئاسية المقررة في 25 أكتوبر المقبل، في خطوة تثير جدلا واسعا داخل الأوساط السياسية والشعبية في كوت ديفوار.
وقال واتارا، في مقطع فيديو بثه الثلاثاء: "نعم، أنا مرشح لأن دستور بلادنا يسمح لي بولاية جديدة، ولأن حالتي الصحية جيدة." بذلك، يعتزم الرئيس المنتهية ولايته خوض سباق انتخابي جديد على رأس الدولة التي يحكمها منذ 2011.
رغم أن الدستور لا يمنعه من الترشح، إلا أن قرار واتارا يواجه اعتراضات قوية من المعارضة التي ترى أن هذا الترشح يمثل تعديا على التداول الديمقراطي ويهدد استقرار البلاد. في المقابل، يدافع واتارا عن قراره بالتركيز على التحديات الراهنة، قائلاً: "بلادنا تواجه تحديات أمنية واقتصادية ونقدية غير مسبوقة، تتطلب قيادة ذات خبرة."
ويتسلح واتارا بمسيرته الطويلة في الإدارة الاقتصادية، التي تشمل سنوات من العمل في صندوق النقد الدولي، ويؤكد أن تلك الخبرة ضرورية في المرحلة الحالية. لكن تقييم حصيلته في السلطة على مدى 14 سنة يظل محل جدل بين أنصاره وخصومه.
كما شدد على أهمية استمراره في الحكم لضمان الاستقرار، قائلا: "التهديد الإرهابي يتزايد في منطقتنا، والتقلبات الاقتصادية العالمية تشكل خطرا حقيقيا على بلادنا. لا يمكن تجاهل هذه المعطيات، وأنا أترشح من أجل بقاء كوت ديفوار آمنة ومزدهرة."
ويأتي هذا الإعلان في ظل أجواء سياسية مشحونة، خصوصا بعد رفض ترشيحات شخصيات بارزة كالرئيس الأسبق لوران غباغبو وتيدجان تيام لأسباب قانونية، ما زاد من غضب المعارضة التي تعتبر المشهد الانتخابي غير متوازن.
أما في صفوف الحزب الحاكم، "التجمع من أجل الديمقراطية والسلام"، فقد قوبل إعلان واتارا بارتياح، حيث اعتبره أنصاره إنهاءً لحالة الترقب، وعودة لقائد يرونه ضامنا للاستقرار.
بهذا الترشح، ينضم واتارا إلى قائمة من الرؤساء الأفارقة المخضرمين الذين يسعون إلى تمديد بقائهم في السلطة، مثل يويري موسيفيني في أوغندا (81 عاما) وبول بيا في الكاميرون (92 عاما)، في مشهد يطرح تساؤلات جديدة حول مستقبل التداول السلمي والديمقراطية في القارة.