الذكاء الاصطناعي وتأثيره على الممارسة السياسية في ندوة بالرباط


الذكاء الاصطناعي وتأثيره على الممارسة السياسية في ندوة بالرباط
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

     حذر خبراء وفاعلون سياسيون، اليوم الأربعاء بالرباط، من التأثير المتزايد لتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي على الممارسة السياسية، ولاسيما خلال الحملات الانتخابية.

وأوضح هؤلاء، خلال يوم دراسي نظمه الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب حول موضوع "مستقبل إفريقيا في عصر الذكاء الاصطناعي، بين تحديات الانتخابات وطموحات الشباب الإفريقي"، أن الاستخدام المتنامي للذكاء الاصطناعي في الانتخابات لا يخلو من تحديات ومخاطر، منبهين إلى تأثير الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة على العملية الانتخابية، فضلا عن صعوبة الوصول إلى معلومات آمنة وموثوقة، بسبب التلاعب بالمعطيات.

وتطرقوا، خلال هذا اللقاء المنظم بشراكة مع الشبيبة الاستقلالية والاتحاد الإفريقي الديمقراطي للشباب، إلى بعض السيناريوهات المقلقة التي قد تنتج عن استخدام الذكاء الاصطناعي في الحملات الانتخابية، مثل التجسس وقرصنة المعطيات الشخصية لمرشحين واستخدامها ضدهم في سياق الحملات، مؤكدين أن هذه الممارسات تشكل انتهاكا صارخا للحياة الخاصة للأفراد.

كما حذروا من توظيف الذكاء الاصطناعي في التلاعب بالخطاب بشكل مبالغ فيه حسب ميول الكتلة الناخبة وتوجهاتها الفكرية والإيديولوجية، مما من شأنه إذكاء الانغلاق الفكري والتعصب، بدل توجيه الفئات الناخبة نحو نقاط الالتقاء والتقارب.

بالمقابل، سجل المشاركون، في هذا اللقاء، أن هذه التكنولوجيا الحديثة، التي توفر كميات هائلة من المعطيات، تتيح للفاعلين السياسيين فرصا كبيرة لفهم انتظارات الناخبين وتوجهاتهم، كما أنها يمكن أن تساعد في تكييف الرسائل الانتخابية استنادا إلى ما تقدمه خوارزميات الذكاء الاصطناعي من تحليل دقيق للبيانات.

كما أبرزوا أهمية تمكين المجتمعات الإفريقية من أدوات الذكاء الاصطناعي وتوظيفها في تعزيز النزاهة وضمان الشفافية في العمليات الانتخابية، مسجلين أن هذه التكنولوجيا، رغم أنها ليست حلا سحريا للتحديات، فإنها تتيح إمكانية اتخاذ قرارات أسرع وأكثر دقة، والمساهمة في وضع استراتيجيات فعالة تدعم الحكامة الجيدة في القارة.

ودعا المشاركون إلى استعمال الذكاء الاصطناعي بعقلانية ومسؤولية، مع أخذ خصوصيات السياقات الإفريقية في الاعتبار، مبرزين أن هذه الأدوات يتعين استخدامها في إطار واضح وشفاف، وهو ما يفرض تعاملا مسؤولا يضع مصلحة المواطن الإفريقي في صلب كل عملية انتخابية.

اترك تعليقاً