الاتحاد الأوروبي يعتمد خطة موحدة لتعزيز الأمن السيبراني في مواجهة التهديدات المتصاعدة


الاتحاد الأوروبي يعتمد خطة موحدة لتعزيز الأمن السيبراني في مواجهة التهديدات المتصاعدة صورة - تعبيرية
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

       في خطوة استراتيجية لتعزيز الحماية الرقمية، أقرت الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، اليوم الجمعة، خطة جديدة لتعزيز مناعة أوروبا في مجال الأمن السيبراني، وذلك على خلفية تصاعد الهجمات الإلكترونية التي تهدد البنية التحتية الحيوية في المنطقة.

 

الخطة، التي تم تبنيها خلال اجتماع وزراء الاتصالات الأوروبيين في بروكسل، ترسم ملامح استجابة منسقة داخل الاتحاد الأوروبي في حال وقوع هجمات سيبرانية واسعة النطاق أو أزمات رقمية كبرى، مع التركيز على تعزيز الجاهزية وتطوير قدرات الرصد والتصدي.

 

وأكد مجلس الاتحاد الأوروبي أن الهدف من الخطة هو مواجهة التهديدات السيبرانية المتزايدة والمعقدة، من خلال تعزيز شبكات التعاون الأوروبي القائمة، وتذليل العقبات التنظيمية، وتكثيف التنسيق بين الدول الأعضاء والجهات الفاعلة المعنية.

 

من جانبها، شددت هينا فيركونن، المفوضة الأوروبية للسيادة التكنولوجية والأمن والديمقراطية، على أن "الأزمات لا تحتمل الارتجال"، معتبرة أن السياق الجيوسياسي الحالي يتطلب أدوات متينة وتنسيقا عالي المستوى بين جميع أطراف الاتحاد، لمواجهة أي تهديد سيبراني يطال البنى التحتية أو الأمن العام.

 

رغم أن الدول الأعضاء تتحمل المسؤولية الأساسية عن إدارة الأزمات الإلكترونية على أراضيها، إلا أن حجم بعض الهجمات قد يتجاوز قدرة دولة واحدة على الاستجابة، أو يؤثر على عدة دول في الوقت ذاته، وهو ما قد يسبب اضطرابا واسع النطاق في السوق الموحدة للاتحاد أو يهدد الأمن والسلامة العامة.

 

لذا، تنص الخطة الجديدة على ضرورة تعزيز التنسيق على المستويات التقنية، والعملياتية، والسياسية، وتفعيل إطار استجابة للأزمات يوضح أدوار ومسؤوليات الشبكات والوكالات الأوروبية، وعلى رأسها وكالة الاتحاد الأوروبي للأمن السيبراني (ENISA)، والشبكة الأوروبية لمنظمات الاتصال في الأزمات السيبرانية (EU-CyCLONe).

 

كما تؤكد الوثيقة على أهمية التعاون المدني العسكري، خاصة مع حلف شمال الأطلسي (الناتو)، من خلال تحسين آليات تبادل المعلومات وتنسيق الجهود في مواجهة الهجمات المعقدة ذات البعد السيادي.

 

وفقا لوكالة ENISA، تتمثل أبرز التهديدات السيبرانية في هجمات الحرمان من الخدمة (DDoS)، ومحاولات التلاعب أو تسريب البيانات الحساسة، وهي هجمات تستهدف بدرجة كبيرة مؤسسات حكومية وقطاعات حيوية.

 

تشير البيانات إلى أن 20% من الهجمات السيبرانية في أوروبا تستهدف الإدارات العامة، يليها قطاع النقل (11%)، والمالية (9%)، والبنية الرقمية (9%)، إلى جانب قطاعات المقاولات، والخدمات العامة، والصناعة التحويلية.

 

اترك تعليقاً