الأمين العام لرابطة آسيان يؤكد من الرباط طبيعة العلاقة الاستراتيجية للرابطة مع المغرب

جرى تسليط الضوء على الشراكة متعددة الأبعاد والموجهة نحو المستقبل بين المغرب ورابطة دول جنوب-شرق آسيا (آسيان)، وذلك خلال زيارة العمل الأخيرة التي قام بها الأمين العام للرابطة، كاو كيم هورن، إلى المملكة.
وتعكس هذه الزيارة، الأولى من نوعها لهذا المسؤول رفيع المستوى إلى إفريقيا، الأهمية الاستراتيجية التي توليها رابطة دول جنوب-شرق آسيا للمملكة المغربية.
وبهذه المناسبة، أكد السيد كيم هورن أنه، "بفضل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ينخرط المغرب في تعزيز التعاون مع رابطة دول جنوب-شرق آسيا والدول الأعضاء بها".
وقد توطدت العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية والدينية بين المغرب ودول جنوب-شرق آسيا العشر بشكل كبير، مما جعل المملكة شريكا مميزا لهذه البلدان على الصعيدين الإقليمي والدولي.
كما ساهمت المبادرات المشتركة التي تم تنفيذها على مر السنين في مختلف مجالات التعاون في التقريب بين بلدان وشعوب المنطقتين، من خلال تعزيز التعاون الاجتماعي والثقافي والسياحي.
وشهدت المبادلات التجارية، أيضا، طفرة مهمة، حيث ارتقت إلى نحو مليار دولار خلال سنة 2023، بالإضافة إلى إطلاق العديد من برامج التكوين من قبل المؤسسات المغربية لفائدة الدول الأعضاء في رابطة "آسيان" والبلدان الإفريقية، في إطار تعاون ثلاثي فعلي وفعال.
وفي السنوات الأخيرة، تعززت، كذلك، شراكة المغرب مع هذا التكتل الإقليمي بانضمامه إلى معاهدة الصداقة والتعاون لرابطة دول جنوب-شرق آسيا سنة 2016، وحصوله على صفة عضو مراقب لدى الجمعية البرلمانية لرابطة دول جنوب شرق آسيا سنة 2020، وعلى صفة عضو شريك لدى منظمة وزراء التربية بجنوب-شرق آسيا سنة 2021، مما مكن المملكة من ضمان مشاركة فعالة وبناءة في كل هذه المنتديات.
وقد توجت هذه الدينامية الإيجابية في العلاقات بين المغرب و"آسيان" بحصوله، سنة 2023، على وضع "شريك الحوار القطاعي" مع الرابطة، واعتماد خارطة طريق للفترة 2024-2028، مما عزز دور المغرب كمحاور وشريك متميز للرابطة في إفريقيا.
وفي هذا الصدد، يعد المغرب البلد الوحيد في شمال إفريقيا الذي حصل على هذه الصفة، التي لا يحظى بها إلا بلد إفريقي واحد آخر.
وأشاد الأمين العام لرابطة دول جنوب-شرق آسيا، خلال زيارته للرباط، بالدور الريادي للمغرب في إفريقيا والعالم العربي، قائلا: إنه عاين، عن كثب، ريادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس في تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمملكة، والإصلاحات الناجحة التي حققتها البلاد، بالإضافة إلى التطورات الهامة في البنيات التحتية الكبرى، مما يضمن استمرار استقرار المغرب وازدهاره وتطوره.
كما أعرب عن رغبة بلدان الرابطة في الاستفادة من الموقع الاستراتيجي للمغرب كبوابة إلى إفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا، ومن مزايا المملكة العديدة (الاتفاقيات الاقتصادية، والموقع الجغرافي، والبنيات التحتية، والاستقرار، وغيرها).
وعبر، أيضا، عن رغبة هذه البلدان في اغتنام الفرص التي تتيحها مختلف المبادرات الاستراتيجية التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لصالح بلدان القارة الإفريقية، ولا سيما المبادرة الرامية لتمكين دول الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي، وخط أنبوب الغاز الإفريقي-الأطلسي، ومبادرة الدول الإفريقية-الأطلسية.
كما دعا السيد كيم هورن، بالمناسبة ذاتها، الرباط إلى اعتبار رابطة دول جنوب-شرق آسيا بوابة إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ، مما يبرز الطابع الاستراتيجي الرفيع للعلاقات بين الشريكين.
وعلاوة على ذلك، أرسى المغرب وبلدان "آسيان" علاقات قائمة على الثقة المتبادلة، واحترام الوحدة الترابية للدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
وفي هذا الصدد، أعربت رابطة دول جنوب-شرق آسيا عن دعمها الثابت لاحترام سيادة المغرب ووحدته الترابية، وذلك على لسان أمينها العام، خلال زيارته الأخيرة للمغرب.
والأكيد أن آفاق العلاقات بين المغرب وبلدان "آسيان" هائلة ومن المنتظر أن تشهد تقدما وتنوعا كبيرا، خلال السنوات المقبلة في مجالات ذات أهمية بالغة لكلا الشريكين.