استمرار اختفاء تبون تزامنا مع أحداث بارزة في الجزائر يثير أكثر من علامة استفهام!!

اختفى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، عن الأنظار لفترة طويلة قبل حادث الحافلة المميت الذي أثار غضبا شعبيا واسع النطاق بسبب تدهور البنية التحتية للنقل وخدماته في دولة منتجة للنفط والغاز.و قُتل ما لا يقل عن 18 راكبا وجُرح 25 آخرون في الجزائر العاصمة في 15 غشت، بعد سقوط حافلة قديمة صدئة من جسر في وادي الحراش، وهو نهر تحول إلى بحيرة من مياه الصرف الصحي بعد سنوات من الإهمال والأضرار البيئية.و أثار هذا الحادث المأساوي موجة من الصدمة في جميع أنحاء البلاد. وزار قائد الجيش سعيد شنقريحة، والمستشار الرئاسي بوعلام بوعلام، ووزير النقل سعيد سعيود المصابين في المستشفيات تضامنا ومواساة.لكن الغياب الغامض لتبون في هذه الظروف المؤسفة يغذي الشائعات على وسائل التواصل الاجتماعي ويثير تساؤلات حول من يدير البلاد.في محاولة يائسة لتهدئة الغضب الشعبي المتزايد، أصدرت الرئاسة الجزائرية بيانات صحفية تفيد بأن رئيس الدولة أعلن يوم حداد، وأصدر تعليمات لوزرائه بزيارة الضحايا والاستفسار عن حالتهم.إلا أن محاولات الحكومة لطمأنة الرأي العام، وحملتها الإعلامية للحد من الأضرار، باءت بالفشل. فبينما تنتشر صور تبون في كل مكان على محطات التلفزيون، ووسائل الإعلام، والأماكن العامة، والهيئات الرسمية... لا يزال الرئيس البالغ من العمر 80 عاما مفقودا حتى الآن.يقول بعض الجزائريين إن تبون يقضي عطلته الصيفية في ألمانيا، بينما يعاني شعبه من مآس وكوارث. بينما يؤكد آخرون أنه سافر إلى الخارج لتلقي العلاج.تقول بعض المنصات الإعلامية المقربة من النظام الجزائري إن الرئيس موجود في مقر إقامته بالجزائر، ويتابع الوضع في البلاد عن كثب، بينما يشير مراقبون مشككون آخرون إلى أنه ربما يكون قد انسحب بعد خلافات مع شنقريحة بشأن قضية الصحراء، وانتكاسات دبلوماسية.و يحتدم الصراع على السلطة في البلاد التي ترزح تحت ضغط دولي متزايد لحل ميليشيا البوليساريو وتطبيع العلاقات مع المغرب المجاور من أجل السلام والاستقرار الإقليميين.و تزداد المواجهة بين الرئاسة الجزائرية وجهاز المخابرات العسكرية، والتي كانت تختمر في الخفاء، خطورة وتنذر بانفجار داخلي محتمل للبلاد.ووفقا لبعض المحللين، فإن اختفاء تبون المحير يقوض مكانته السياسية ويعمق الفجوة بين النظام العسكري الجزائري الحاكم والشعب الجزائري.في أوقات الأزمات والصدمات، يحتاج الشعب الجزائري إلى رئيس يظهر القيادة، ويحفز الأمة نحو أهداف جديدة، ويهدئها، ويقنعها، ويلهمها، ويتعاطف معها، ويفاوض على مخرج يحفظ ماء وجه بلاده.احتدم الجدل حول غياب الرئيس خلال اليوم الوطني للمجاهد في الجزائر، الذي صادف يوم الثلاثاء. وبهذه المناسبة، نشرت الرئاسة الجزائرية على موقعها الإلكتروني بيانا منسوبا إلى تبون دون حضوره الشخصي. أشعل هذا الأمر غضبا شعبيا واسعا، وأثار تكهنات حول صحة الرئيس ومكانه.ربما يكون غاضبا. ربما يدرك تماما أن غيابه يظهر بلاده في صورة هشة، فيستمتع بالشماتة. ورغم كل النظريات حول ما يجري، فإن الحقيقة هي أن الرئيس لم يُر منذ أيام. فلا عجب إذن، ليس الجزائريون فقط، بل أصدقاؤهم وأعداؤهم أيضا، يتساءلون: "أين الرئيس تبون؟!!"