دبي تجذب مليونيرات بريطانيا وسط تصاعد الضرائب في لندن

يتزايد اهتمام النخبة الثرية في المملكة المتحدة بالاستقرار في دبي، إذ كشف تقرير حديث لبيانات الهجرة أن ما يقارب خمس مليونيرات بريطانيا يدرسون الانتقال إلى الإمارة.
وبحسب استبيان شمل أكثر من ألف مليونير بريطاني أجرته شركة «آرتون كابيتال» المتخصصة في استشارات هجرة الاستثمارات، جاءت الإمارات في المركز الرابع عالميا ضمن الوجهات الأكثر تفضيلا في حال فرض ضريبة على الثروة داخل بريطانيا.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة، أرماند آرتون، إن الإمارات «رسخت مكانتها كملاذ آمن للثروات والمواهب، في وقت باتت فيه العديد من الأسواق التقليدية أكثر تقلبا.
وكانت حكومة بريطانيا قد أقرت في موازنة خريف 2024، التي دخلت حيز التنفيذ في أبريل الماضي، زيادة في ضرائب الميراث وأرباح رأس المال، إضافة إلى تشديد القواعد على هياكل المكاتب العائلية والأفراد غير المقيمين.
ويرى محللون أن هذه الخطوات سرعت من وتيرة خروج رؤوس الأموال وزادت من الاهتمام بالاستثمار الخارجي، خصوصاً في دبي.
وتعد دبي خيارا مفضلا للمستثمرين بفضل غياب ضريبة الدخل ونمط الحياة الفاخر والبنية التحتية المتطورة.
وقد انعكس ذلك مباشرة على سوق العقارات، حيث أعلنت «إعمار العقارية» أن مبيعات الوحدات قيد التطوير إلى البريطانيين تضاعفت في الربع الثاني من 2025 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. كما جاء المشترون البريطانيون ضمن الجنسيات الخمس الأكثر إقبالا على عقارات دبي إلى جانب الهند والصين وباكستان والإمارات.
كما لعبت تحركات العملات دورا إضافيا، إذ أسهم تراجع الدولار الأميركي المرتبط بالدرهم بنسبة تتراوح بين 12 و14% في زيادة جاذبية السوق للمستثمرين الأجانب.
وقال تيمور خان، رئيس قسم الأبحاث في شركة «جيه إل إل»: «هذا الانخفاض يعني عمليا خصما ملحوظا للمشترين الراغبين في دخول سوق دبي.
أظهرت بيانات موقع «بروبرتي فايندر» أن بريطانيا تصدرت مصادر الاهتمام الدولي بالعقارات في الإمارات حتى يوليو الماضي، مع ارتفاع شهري بأكثر من 3% في عمليات البحث عبر الإنترنت.
كما سجلت شركة «بيتر هومز» ارتفاعا بنسبة 56% في نشاط المشترين البريطانيين بين الربعين الأول والثاني من العام الجاري.
وأكدت لورا آدامز، مديرة المبيعات الثانوية في شركة «بروفيدنت»، أن «حالة عدم اليقين الاقتصادي في بريطانيا، إلى جانب الكفاءة الضريبية ونمط الحياة في دبي، جعلت الإمارة ملاذاً للاستقرار والاستثمار العقاري المؤجر.
ويقدر عدد البريطانيين المقيمين في دبي بنحو 240 ألف شخص، ما يعكس تنامي جاذبية الإمارة بين الجالية البريطانية.
وعززت المبادرات الحكومية هذا الاتجاه، من أبرزها «برنامج تملك العقار الأول» الذي أطلق في يوليو الماضي، ويمنح المقيمين حوافز مالية لشراء منازل تصل قيمتها إلى 5 ملايين درهم (نحو 1.4 مليون دولار).
كما أعلنت «غرف دبي» الشهر الماضي عن افتتاح مركزها الدولي الأول في لندن، تحت اسم «دبي هب في لندن»، لتقديم خدمات حكومية وخاصة للمستثمرين الدوليين وتعزيز الروابط الاقتصادية بين الإمارات والمملكة المتحدة.