إطلاق عملية تسويقية كبرى لترويج إبداعات الصانع التقليدي المغربي بلشبونة

افتتحت، مساء أمس الخميس بلشبونة، عملية كبرى لترويج وتسويق منتجات الصناعة التقليدية المغربية التي يحتضنها متجر "El Corte Inglés" المرموق بالبرتغال، وذلك بحضور شخصيات بارزة من آفاق مختلفة، والتي تنظم ما بين 2 و26 من الشهر الجاري في إطار الشراكة الاستراتيجية، والتي تم التوقيع عليها في دجنبر الماضي بين وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني ودار الصانع ومجموعة El Corte Inglés، وبدعم من السفارة المغربية في العاصمة البرتغالية، ضمن المبادرات المتخذة للترويج للصناعة التقليدية المغربية على الصعيد الدولي، وتستهدف بشكل خاص السوق البرتغالي، حيث تسلط الضوء على تنوع مهارات الصانع التقليدي المغربي.
وللإشارة فإن المساحة المخصصة
للصناعة التقليدية المغربية داخل هذا المتجر، والتي تم تهيئتها على شكل متجر مؤقت (pop-up store) على مساحة 110 متر مربع، تشكل فضاءا فريدا يستحضر
ألوان وإيحاءات من مختلف جهات المملكة، حيث تم تأثيث هذا الفضاء بمنتجات 33
تعاونية ومقاولة ووحدة إنتاج، والتي تم ترتيبها بعناية وتقديمها تحت علامة "My Tindy"، التي تكفلت بإدارة هذا المتجر المؤقت.
وفي كلمة له بهذه المناسبة، قال "عثمان
أباحنيني" سفير المغرب بلشبونة، أن تنظيم هذه العملية الترويجية لا يشكل
احتفاء بالصناعة التقليدية المغربية فحسب، بل أيضا بالتعاون المثمر الذي مكن من
احتضان هذا المتجر المؤقت للمنتجات الصناعة التقليدية المغربية في أحد أهم مراكز
التسوق البرتغالية. مسجلا
أن "هذا المتجر المؤقت ليس مجرد فضاء تجاري فحسب، بل هو مكان نابض بالحياة
والثقافة والتاريخ والموهبة الاستثنائية للحرفيين المغاربة ويجسد جوهر الإبداع
والأصالة المغربية".
وأشار السيد "أبا حنيني" إلى أن الصناعة
التقليدية المغربية تشكل ثروة وطنية عريقة وتعكس تنوع وغنى الموروث الثقافي
المغربي الزاخر، قائلا: "قطاع الصناعة التقليدية المغربية شهد طفرة حقيقية
على مر السنين. وهو يجسد الآن جوهر تراثنا وإبداع الحرفيين المغاربة، وذلك بفضل
مهارات الصانع التقليدي المغربي وشغفه وقدرته على الخلق والإبداع، والذي جعل
الصناعة التقليدية المغربية تتطور نحو المزيد من التحديث والعصرنة، لكن دون أن
تفقد أصولها وهويتها".
أما عن سبب اختيار العاصمة
البرتغالية لشبونة لاستضافة هذا الحدث دون غيرها فقد أكد المتحدث نفسه أن هذا
الأمر تحكمت فيه عدة عوامل، منها علاقات الصداقة والتعاون المتينة التي تربط
المغرب والبرتغال، والتطور اللافت للعاصمة البرتغالية التي أضحت عاصمة عالمية
جذابة تقدم ثقافة غنية وتاريخا رائعا وتعرف إقبالا كبيرا للسياح من جميع أنحاء
العالم، فضلا عن القيمة التي تمثلها مجموعة المتاجر سابقة الذكر باعتبارها الفضاء التجاري الأكثر تميزا بلشبونة. مضيفا أن هذا الاختيار لا يقتصر على اعتبارات تجارية بحتة، بل
يعبر أيضا عن الرغبة في الترويج للصناعة التقليدية المغربية ومن خلالها التاريخ
المشترك مع البرتغال، معتبرا أنه من خلال "تعزيز التبادلات الثقافية، فإننا
نعزز العلاقات التي توحد بلدينا ونساهم في تحقيق تفاهم متبادل أعمق".
ومن جهة أخرى، قال المدير العام لمؤسسة دار الصانع،
طارق صديق، أن "تنظيم هذه العملية في متجر El Corte Inglés ، يعكس
حجم الاهتمام والثقة والمكانة التي تحظى بها الصناعة التقليدية والحرف اليدوية
المغربية ذات الحمولة الثقافية والتاريخية، والتي تشهد إقبالا متزايدا في جميع
بلدان العالم"، موضحا أن دار الصانع تنظم هذه العمليات من أجل التعريف
بالمنتوج المغربي والترويج لإبداعات ومهارات الصانع التقليدي المغربي، مشيرا إلى
أن هذه العملية التسويقية تشهد إقبالا لافتا من قبل الزوار البرتغاليين.
مسترسلا حديثه بأن برمجة هذه العملية خلال فترة
الأعياد بأوروبا تؤكد، على الاهتمام المتزايد من قبل الأسواق الدولية بمنتجات
الصناعة التقليدية المغربية، التي تستمر في التكيف والتطور قصد الاستجابة لمتطلبات
وتوقعات الزبائن المتغيرة والمتزايدة.
ومن جانبه، فقد عبر " نونو سيرا سانتوس"
مدير مركز التسوق
"El Corte Inglés"، عن
سعادته لاستضافة هذ المتجر المتنقل الذي يعرض المنتجات التقليدية المغربية
المتفردة والأصيلة، مركزا على أن هذا المعرض يكتسي قيمة رمزية ويروج لصورة المغرب،
البلد الاستثنائي الزاخر بالإبداع والتميز. وتابع معربا عن سعادة المركز البرتغالي لإسهامه
في الترويج للصناعة التقليدية المغربية التي تعد قطاعا استراتيجيا للاقتصاد
والسياحة والثقافة، ودعم الصناع والحرفيين المبدعين المغاربة، وكذا تثمين رأس
المال المادي المهم للمغرب.