"سفيرة الاتحاد الأوروبي: المغرب شريك موثوق واستراتيجي في مواجهة التحديات المشتركة

أكدت سفيرة الاتحاد الأوروبي بالرباط، باتريسيا لومبارت كوساك، أن المغرب، تحت قيادة الملك محمد السادس، يظل شريكا موثوقا للاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن العلاقات بين الجانبين قامت على أساس متين وشراكة فريدة تسعى إلى تحقيق الازدهار المشترك.
وأوضحت أن الطرفين يتقاسمان رؤية موحدة بشأن التحديات الكبرى، مثل التحول الطاقي، والمرونة المناخية، والتنافسية الاقتصادية، إلى جانب القضايا الجيوسياسية، مؤكدة أن هذه الشراكة تترجم يوميا عبر مشاريع ملموسة تشمل المؤسسات والمقاولات والمجتمع المدني من الجانبين.
وأبرزت الدبلوماسية الأوروبية التزام الاتحاد الأوروبي بمواكبة المغرب في تنزيل المشاريع الاستراتيجية، وعلى رأسها تعميم الحماية الاجتماعية وتطوير الصناعات الثقافية والإبداعية، معتبرة أن التنمية البشرية من خلال التكوين وتطوير الكفاءات والإدماج تمثل ركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية. وأضافت أن المغرب يعد شريكًا طبيعيًا بين أوروبا وإفريقيا بفضل معرفته العميقة بالديناميات الإقليمية والتزامه طويل الأمد تجاه القارة وقدرته على المبادرة.
وفي هذا السياق، أشارت السفيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي خصص منذ سنة 2021 أكثر من مليار يورو لدعم المغرب، منها حوالي 810 ملايين يورو كدعم مباشر للميزانية، ما يعكس الثقة الكبيرة في السياسات العمومية للمملكة.
كما أكدت أن الشراكة الخضراء الموقعة سنة 2022 ساهمت في تعزيز التعاون في مجالات التحول الطاقي وإزالة الكربون والتدبير المستدام للمياه، مبرزة أن تحسين شبكات التزويد بالمياه في 32 مدينة مغربية مكّن من توفير أكثر من 130 مليون متر مكعب من المياه.
وشددت على أن الاتحاد الأوروبي يرى في المغرب فاعلا رئيسيا في ضمان الأمن الإقليمي من خلال محاربة الجريمة المنظمة والتطرف العنيف، وإدارة الحدود في مواجهة ضغوط الهجرة غير النظامية، مؤكدة أن التعاون في هذا المجال يقوم على مبدأ المسؤولية المشتركة.
وبخصوص قضية الصحراء، أبرزت باتريسيا لومبارت كوساك أن الاتحاد الأوروبي يدرك تماما الأهمية البالغة لهذه القضية بالنسبة للمغرب، مشيرة إلى أن بروكسل ستظل شريكا موثوقا في القضايا الاستراتيجية، ملتزمة بالاستثمار في علاقة تقوم على الثقة والاحترام المتبادل.