موريتانيون يتجهون إلى مدن الداخل خلال موسم لخريف لتعزيز السياحة الداخلية والحياة التقليدية


موريتانيون يتجهون إلى مدن الداخل خلال موسم لخريف لتعزيز السياحة الداخلية والحياة التقليدية صورة - م.ع.ن
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

       مع حلول موسم "لخريف"، الممتد من منتصف يوليوز إلى أوائل أكتوبر، تشهد موريتانيا حركة نشطة للأسر، خصوصا القاطنة في العاصمة نواكشوط، متجهة نحو مناطق الداخل هربا من حر العاصمة وصخبها، وطلبا للراحة والاستجمام في أحضان الطبيعة.

 

وتتميز ولايات الشرق والوسط، مثل الحوضين الشرقي والغربي، لعصابه، ترارزة، لعيون وتكانت، باعتدال الطقس خلال هذه الفترة، إضافة إلى مناظر طبيعية خلابة تجسد لوحة متكاملة من الخصب والجمال، مع تساقط الأمطار الذي يروي الوديان ويغذي المنتجعات.

 

وعلى مدى عقود، شكلت هذه المناطق متنفسا للموريتانيين، حيث لا يثنيهم عن زيارتها عناء السفر أو تكاليف الرحلة، بما في ذلك تجهيز الخيم التي تستخدم كسكن مؤقت، ما يضفي جواً متجانسا مع نمط الحياة في البادية.

 

تشهد الطرق والمسالك المؤدية إلى هذه المناطق حركة مكثفة لمختلف وسائل النقل، في ما يشبه نزوحا من الحواضر إلى القرى والمداشر، ليس فقط للاستمتاع بجمال الطبيعة، ولكن أيضا صلة الرحم وتجديد الروابط مع العادات والتقاليد المحلية.

 

وتبرز ولاية لعصابة، الواقعة على بعد حوالي 600 كلم جنوب شرق نواكشوط، كواحدة من أبرز الوجهات خلال الموسم، لما تتمتع به من تنوع طبيعي يشمل منتزه أم لعبر، سلسلة جبال أفله، بحيرات كنكوصه ولبحير وبوكاري، واحات كرو، السلطانية، آجار، واحات النخيل في نواملين، وكامور، ولكران.

 

ويكشف إقبال الموريتانيين على هذا التقليد السنوي، رغم جاذبية الحياة العصرية في الحواضر، عن ارتباط قوي بالأرض والمناطق الأصلية، مع مساهمة في تنشيط الرواج الاقتصادي المحلي.

 

ويكتسي موسم "لخريف" هذا العام زخما إضافيا، لارتباطه بمبادرات رسمية تهدف إلى تشجيع السياحة الداخلية، منها دعوة المسؤولين لقضاء عطلتهم داخل البلاد، وتنظيم مهرجانات ثقافية وسياحية في مختلف الولايات.

 

وفي هذا السياق، أطلقت وزارة التجارة والسياحة برنامج "وطني وجهتي"، الذي يشمل مهرجان "الكيطنة" بمدينة أطار، والسياحة الساحلية في نواكشوط، وموسم الخريف السياحي بمدينة لعيون.

 

كما أطلقت وزارة الثقافة "الأسبوع الوطني للثقافة والفنون"، والذي شمل جولات في مختلف مناطق البلاد، إضافة إلى دعم تنظيم 40 مهرجانا ثقافيا.

 

وخلال افتتاح مهرجان سياحي مؤخرا، أكدت وزيرة التجارة والسياحة زينب أحمدناه أن موسم "لخريف" يشكل فرصة لتعزيز الاقتصاد المحلي عبر تنشيط الأسواق التقليدية، ودعم قطاعات النقل والخدمات والإيواء، وتوفير فرص عمل موسمية، فضلا عن إحياء الروابط الاجتماعية وتعزيز اللحمة الوطنية.

 

وعلى صعيد التواصل الرقمي، لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورا بارزا في التعريف بالموسم، حيث نشر العديد من المدونين وصناع المحتوى فيديوهات ومقاطع مصورة على منصات فيسبوك، تويتر، وتيك توك، سلطت الضوء على المؤهلات السياحية والطبيعية لمناطق الداخل، كما أبرزت جوانب الحياة اليومية للسكان، محققة تفاعلاً كبيراً بين رواد المنصات، خصوصا الشباب.

اترك تعليقاً