منتدى حقوق الإنسان بالصويرة: دعوة لإدماج الثقافة في نقاشات الهجرة


منتدى حقوق الإنسان بالصويرة: دعوة لإدماج الثقافة في نقاشات الهجرة صورة - م.ع.ن
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

       دعت نايلة التازي، منتجة مهرجان كناوة وموسيقى العالم، إلى إعادة إدراج الثقافة في صلب النقاشات المرتبطة بالهجرة، نظرا للدور الحيوي الذي تلعبه الحركيات البشرية في تشكيل الإبداع الثقافي عبر العصور.

 

وجاءت هذه الدعوة خلال افتتاح الدورة الثانية عشرة من منتدى حقوق الإنسان، المنظم هذه السنة تحت شعار "الحركيات البشرية والديناميات الثقافية"، ضمن فعاليات الدورة السادسة والعشرين لمهرجان كناوة وموسيقى العالم، المنعقد بالصويرة ما بين 19 و21 يونيو الجاري.

 

وقالت التازي في كلمتها الافتتاحية إن "الهجرات تعد محركا أساسيا للابتكار الثقافي، إذ يحمل الأفراد معهم عند تنقلهم تراثهم اللغوي والديني والفني، مما يفضي إلى ميلاد أشكال ثقافية جديدة هجينة تنتشر عبر العالم"، مشيرة إلى أن وسائل الاتصال الحديثة ساهمت في تسريع وتوسيع دائرة هذا التفاعل الثقافي.

 

واعتبرت أن الانغلاق على الهوية بات ظاهرة عالمية، والخطابات السائدة حول الهجرة باتت تركز على البعد الأمني والاقتصادي فقط، مما يستدعي مقاربة إنسانية وثقافية تعيد الاعتبار لقيمة التنوع والتلاقي.

 

كما أبرزت أن المنتدى، المنظم بشراكة مع مجلس الجالية المغربية بالخارج، أصبح جزءا لا يتجزأ من هوية المهرجان، ويشكل فضاء للحوار وتبادل الآراء بين الخبراء والجمهور.

 

من جهته، تناول إدريس اليزمي، رئيس مجلس الجالية، تطورات الهجرة العالمية، مسلطا الضوء على عواملها المتعددة، من بينها التوترات الجيوسياسية، والاختلالات التنموية، وتحسن شروط العيش في بعض بلدان الجنوب.

 

وأشار إلى أن ما يقرب من مليار شخص عبر العالم يعيشون في وضعية تنقل، وأن ثلثي المهاجرين يتواجدون في قارتي أوروبا وآسيا. كما نبه إلى أن الصورة التقليدية للعامل المهاجر لم تعد كافية لفهم تعقيدات الحركيات الراهنة، التي تشمل أيضا هجرة الكفاءات، وحركية الطلاب، وهجرة القاصرين غير المصحوبين.

 

وأكد اليزمي الحاجة إلى نماذج جديدة من الحكامة تأخذ بعين الاعتبار هذا التنوع المتزايد، داعيا إلى سياسات استقبال مرنة وشاملة تتجاوز المقاربات النمطية.

 

وفي سياق هذا المنتدى، ينتظر أن يشكل الحدث فضاء لبحث المساهمات الثقافية والاقتصادية للمهاجرين في بلدان الأصل والعبور والاستقرار، والتفكير في مفاهيم الهوية والمواطنة والتعددية الثقافية في سياق عالم سريع التحول.

 

ويذكر أن مهرجان كناوة وموسيقى العالم، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، يشكل موعدا سنويا للاحتفاء بالتنوع والتبادل الثقافي، ويجمع فنانين وموسيقيين من مختلف القارات في لحظة إبداعية وإنسانية متميزة.

اترك تعليقاً