رمز الثقافة الحضرية بنيويورك، يستعيد بريقه


رمز الثقافة الحضرية بنيويورك، يستعيد بريقه صورة - م.ع.ن
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

          بالنسبة لساكنة نيويورك، يظل "شارع برودواي" التي تؤثث فضاءه المسارح المتألقة في قلب مانهاتن، أحد ركائز المشهد الثقافي في الحاضرة الأمريكية العملاقة، على الرغم من مرحلة الركود المكلفة التي فرضتها الأزمة الصحية لسنة 2020.

فهو يعد بمثابة العمود الفقري لصناعة الترفيه التي تضطلع بدور بارز في تشكيل معالم الثقافة الحضرية للمدينة، وتضخ ملايير الدولارات التي تعزز ازدهارها الاقتصادي.
ويعود تاريخ هذه "المعلمة" الثقافية، التي أصبحت اليوم القبلة الرئيسية لفنون الكوميديا الموسيقية والثقافة الشعبية النيويوركية، إلى سنة 1750، في زمن كانت تشهد فيه المدينة الأمريكية توسعا ملحوظا.

ففي تلك السنة، قرر الممثلان ومديرا العروض، توماس كين ووالتر موراي، إنشاء أول فرقة مسرحية، ليمهدا بذلك السبيل أمام تقليد سيصبح من السمات المميزة للحياة الثقافية في نيويورك، وفي الولايات المتحدة عموما، هذا التقليد ترسخ خلال العصر الذهبي للقرن العشرين، من خلال عروض مسرحية خالدة وكوميديا موسيقية منقوشة في الذاكرة الجماعية للنيويوركيين، مثل "أوكلاهوما"، و"شبح الأوبرا"، و"قصة الحي الغربي".
ويؤكد هذا المؤرخ مارتن شيفتر أن المكانة المتميزة التي يحتلها برودواي في الولايات المتحدة تنبع من ارتباطه الوطيد بالحلم الأمريكي.

ويقول جايسون. الذي كان ينتظر دوره لدخول المسرح والاستمتاع بمتابعة العرض الكوميدي الموسيقي "الأسد الملك"، إن "تأثير برودواي امتد إلى كافة جوانب ثقافتنا، مخلفا أثرا عميقا يتجاوز بكثير حدود مسارحه". مضيفا "سواء في الأفلام التي نشاهدها أو في الموسيقى التي نستمع إليها، يتردد صدى سحر برودواي من حولنا في كل مكان".

أما صحيفة "نيويورك تايمز"، فترى في برودواي تجسيدا لجوهر نيويورك، المكون من مزيج من القصص والثقافات والتجدد المستمر، وتعتبر أن هذه الشارع لا يزال يشكل عامل جذب حقيقي وشاهدا على إرث المدينة المتجذر ودورها المركزي في تشكيل المشهدين الحضري والثقافي لحاضرة نيويورك.
غير أن هذا التأثير الثقافي والاقتصادي الواسع لبرودواي عرف فجأة اختبارا قاسيا بفعل الأزمة الصحية الناتجة عن جائحة كوفيد-19، التي ضربت المدينة الأمريكية والعالم سنة 2020.

وبعد مرور خمس سنوات، بدأت الأضواء تستعيد وهجها في هذا الفضاء الثقافي الذي يجسد، بحسب الخبراء، أحلام وطموحات الفنانين الأمريكيين والدوليين.
أما مجلة (براتزل آرتس)، فترى أن هذه العودة إلى الإيقاع الطبيعي تعكس روح الإبداع والصمود التي تميز المشهد المسرحي الأمريكي، وتجسد تعلق الجمهور النيويوركي العريض بتقليد عابر للأجيال، قائم على التجربة المشتركة للسرد وسحر العرض الحي.


اترك تعليقاً