رغم التوتر حول سد النهضة إثيوبيا تؤكد رغبتها في التعاون مع مصر

تسلم الرئيس الإثيوبي تاي أتسكي سيلاسي أوراق اعتماد السفير المصري الجديد لدى أديس أبابا عبيدة الدندراوي في خطوة دبلوماسية تؤكد على استمرارية التواصل بين البلدين رغم التوتر القائم حول ملف سد النهضة. وخلال مراسم الاستقبال، شدد الرئيس الإثيوبي على عمق العلاقات التاريخية التي تجمع بين بلاده ومصر وأشار إلى تعدد مجالات التعاون المشترك لاسيما في قطاعات الزراعة والصناعة والتصنيع.
وأكد سيلاسي أن هناك قضايا فنية لا تزال عالقة بين البلدين غير أنها تبقى قابلة للحل من خلال الحكمة والقدرة المشتركة على تجاوز العقبات، في إشارة ضمنية إلى الخلاف القائم حول إدارة وتشغيل سد النهضة الذي تبنيه أديس أبابا على النيل الأزرق.
في المقابل، جاء موقف القاهرة أكثر وضوحا وحدة، إذ أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية لأسبوع القاهرة الثامن للمياه، أن مصر لن تقف مكتوفة اليدين أمام ما وصفه بـ"النهج غير المسؤول" الذي تتبعه إثيوبيا في ملف السد وأوضح أن بلاده ستتخذ جميع التدابير اللازمة لحماية أمنها المائي ومصالحها الحيوية.
وجدد السيسي رفض مصر القاطع لأي إجراءات أحادية تمس نهر النيل وتتجاهل الاتفاقات الدولية والأعراف المعمول بها بين دول الحوض، مؤكدا أن التنمية في حوض النيل ليست امتيازا لدولة واحدة وإنما مسؤولية جماعية لجميع شعوب المنطقة، مشيرا إلى أن التعاون المشترك هو السبيل الوحيد لضمان الحقوق والتنمية والعدالة.
وأكد الرئيس المصري أن بلاده التزمت طوال أربعة عشر عاما من المفاوضات مع الجانب الإثيوبي بالمسار الدبلوماسي والحوار الجاد، في محاولة للتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم يحقق التوازن بين الحقوق والواجبات ويحمي المصالح المشتركة لدولتي المصب والسد على حد سواء.
وبينما لا تزال الأزمة تراوح مكانها، يبدو أن رسائل الطرفين تشير إلى رغبة في تجنب التصعيد المباشر مع التمسك في الوقت ذاته بالمواقف الاستراتيجية، وهو ما يجعل من اللقاءات الدبلوماسية كمراسم اعتماد السفراء فرصة لبقاء قنوات الحوار مفتوحة في انتظار حلول سياسية أكثر نضجا.