ذعر في الجزائر والبوليساريو بعد دفع أمريكا لاتفاق السلام ودعم خطة الحكم الذاتي


ذعر في الجزائر والبوليساريو بعد دفع أمريكا لاتفاق السلام ودعم خطة الحكم الذاتي صورة - م.ع.ن
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

        تحت ضغط متزايد قبيل ما يصفه دبلوماسيون بـ"تصويت تاريخي" في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في وقت لاحق من هذا الشهر، تسعى الجزائر ودميتها جبهة البوليساريو، جاهدة لإظهار مرونة في موقفهما.و أعلنت الجبهة الانفصالية عما أسمته "مقترحا موسعا" لحل سياسي لنزاع الصحراء، في خطوة يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها محاولة يائسة للحفاظ على مكانتها في ظل انعطاف الأمور بشكل حاسم لصالح خطة الحكم الذاتي المغربية.لعقود، تشبثت جبهة البوليساريو، العاملة تحت وصاية الجزائر، بفكرة الاستفتاء الذي أشرفت عليه الأمم المتحدة، وهو فكرة عفا عليها الزمن وغير قابلة للتطبيق. واليوم، تؤكد تسريبات من نيويورك أن مشروع القرار الذي صاغته واشنطن، سيُرسخ مبادرة الحكم الذاتي المغربية كأساس موثوق وحيد لتسوية دائمة.و من المتوقع أن يُقر القرار بدعم قوي من ثلاثة أعضاء دائمين: الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة، بينما تدعم إسبانيا المقترح المغربي، بل إن قوى تقليدية حذرة مثل روسيا والصين تُبدي انفتاحها على الحوار في إطار المبادرة المغربية.ففي مقابلة حصرية، كشف مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إلى جانب جاريد كوشنر، أن الإدارة الأمريكية تُعد اتفاق سلام بين المغرب والجزائر يهدف إلى تهدئة عقود من التوتر وفتح آفاق التكامل الإقليمي.و يتزامن هذا الجهد الدبلوماسي مع إعادة تقييم استراتيجي في الأمم المتحدة. ووفقا لوثائق مسربة، لن يصادق مجلس الأمن على خطة الحكم الذاتي المغربية فحسب، بل سيُقصر أيضا ولاية بعثة المينورسو إلى ثلاثة أشهر، مشيرا إلى نهاية مهمة مفتوحة وبداية عملية قائمة على النتائج.و تواصل الجزائر، التي تزداد عزلتها على الساحة الدولية، استغلال جبهة البوليساريو، منددة بما يسميه الرئيس عبد المجيد تبون "الحلول المفروضة".إلا أن خطابه يبدو فارغا، في ظل تراجع الدعم الذي تواجهه الجزائر وتدقيق متزايد بشأن دورها في إدامة حالة عدم الاستقرار في المنطقة عبر وكلاء مثل جبهة البوليساريو وجماعات مسلحة أخرى في منطقة الساحل.و لا يقدم البيان الأخير لجبهة البوليساريو، الغائب بشكل غريب عن قنواتها الرسمية، أي جديد سوى مطالب مكررة بإجراء استفتاء وهمي ووعود غامضة بـ"علاقات استراتيجية" مع المغرب.و يرى المحللون أن هذا مجرد مناورة تجميلية، وخدعة دبلوماسية تُخفي حالة من الذعر. الجزائر وجبهة البوليساريو محاصرتان، في وقت اكتسبت فيه خطة الحكم الذاتي زخما لا يُقهر، وسيؤكد القرار القادم هذا الواقع.

اترك تعليقاً