خبراء يؤكدون اعتبار الدينامية التنموية بالأقاليم الصحراوية المغربية قاطرة للاندماج الإقليمي
صورة - م.ع.ن
شكلت الديناميات التنموية المتواصلة بالأقاليم الجنوبية ودورها كقاطرة للاندماج الاقليمي، في ظل التطورات الوطنية والدولية الأخيرة، محور نقاش نظم يوم أمس الثلاثاء بمدينة العيون، ضمن فعاليات النسخة الأولى لمنتدى الوحدة للصحافة والإعلام.
وأتاح هذا اللقاء، الذي جمع أساتذة جامعيين وأكاديميين من مختلف المجالات الى جانب إعلاميين، الفرصة لتسليط الضوء على الأبعاد الجيو-سياسية والاقتصادية والاجتماعية المتعددة التي تشكل مستقبل الأقاليم الجنوبية للمملكة، والتي من المتوقع أن تصبح قاطرة للتنمية، ومعززة للتبادل والربط والتعاون الاقليمي.
فخلال جلسة خصصت لمناقشة موضوع "الصحراء المغربية ورهان التنمية الشاملة"، أكد رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، محمد بنحمو، أن الصحراء المغربية تبرز، اليوم، كجسر استراتيجي في قلب الديناميات والتحديات الإقليمية والدولية، في سياق يتسم بإعادة تشكيل التوازنات العالمية.
وأبرز بنحمو، أن الأقاليم الجنوبية "ليست مجرد مجال جغرافي أو وحدة ديموغرافية، بل صلة وصل حقيقية بين أوروبا وإفريقيا، ونقطة انفتاح على دول الساحل والفضاء الأطلسي"، مضيفا أن هذه الأقاليم تشكل، أيضا، رافعة للتكامل الاقتصادي والإقليمي، وركيزة من أجل تعزيز الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة.
وأشار بنحمو إلى أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2797 يشكل تتويجا لمسار استراتيجي وجيو-سياسي، يكرس مخطط الحكم الذاتي كإطار مرجعي للمستقبل، ذاكرا بأن هذا المخطط "أصبح، اليوم، أساس تسوية النزاع، لكونه بات معترفا به كإطار مرجعي لأي تفاوض".
من جهته، أكد عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بقلعة السراغنة، محمد الغالي، أن الأقاليم الجنوبية باتت، اليوم، نموذجا مستداما في مجالات الأمن والاستقرار والتنمية، بفضل مؤهلاتها الاقتصادية والاجتماعية وجودة بنياتها التحتية اللوجستية.
وأشار إلى أن هذه المقومات تضع الأقاليم الجنوبية في صلب الدينامية الوطنية للتنمية الشاملة والمندمجة، وتجعلها قطبا رائدا في مجالات التعاون الدولي والاندماج الاقتصادي.
من جانبه، سلط زكرياء أبو الذهب، أستاذ القانون العام بجامعة محمد الخامس بالرباط، الضوء على عدة جوانب تتعلق بمكانة الصحراء المغربية، خاصة ما يتعلق بجذب الاستثمارات الأجنبية، وعلاقاتها بمحيطها الإقليمي والقاري والدولي.
كما شد د أبو الذهب على الدور المحوري للإعلام والوسط الأكاديمي في مواكبة الرهانات الجيو-ستراتيجية والجيو-اقتصادية للمنطقة، معتبرا أن هؤلاء الفاعلين قادرون على تعزيز القوة الناعمة للمغرب، وإبراز الدور المنشود للمملكة في تعزيز التنمية المستدامة والاندماج الإقليمي.