المغرب يسلط الضوء على استراتيجية التعاون جنوب-حنوب في محال الماء


المغرب يسلط الضوء على استراتيجية التعاون جنوب-حنوب في محال الماء صورة - م.ع.ن
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

      سلط الضوء، أمس، الاثنين بمراكش، على استراتيجية التعاون جنوب-جنوب والتعاون الثلاثي للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، في إطار الدورة ال 19 للمؤتمر العالمي للماء.

وفي هذا الإطار، أبرز المدير العام للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، طارق حمان، خلال جلسة حول موضوع "توظيف التمويل المبتكر لتعزيز التعاون جنوب-جنوب والتعاون الثلاثي في قطاع الماء"، أن المكتب وضع استراتيجية "قوية" للتعاون جنوب-جنوب والتعاون الثلاثي، بفضل الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وأوضح أن هذه الاستراتيجية تقوم على تبادل الخبرات، وتقديم المساعدة التقنية، وتعزيز قدرات الفاعلين الأفارقة في مجالات الماء الصالح للشرب والكهرباء والتطهير السائل، مضيفا أن الاستراتيجية "تندرج، تماما، ضمن المبادرة الملكية الرامية إلى تسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، والهادفة إلى تعزيز الاندماج الإقليمي والتنمية المستدامة في هذه المنطقة الاستراتيجية من أجل مستقبل القارة".

وأكد أنه، من خلال الاستفادة من العديد من الشراكات الناجحة في مجالات الماء الصالح للشرب والتطهير السائل مع شركائه في غينيا كوناكري وبوركينا فاسو ومالي والكاميرون وموريتانيا وغيرها، يعمل المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، حاليا، على العديد من مشاريع التعاون الطموحة التي تعتمد على التمويل المبتكر.

وأشار إلى أن المعهد الدولي للمياه والتطهير التابع للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب يعد حجر الزاوية في تنفيذ هذه البرامج، موضحا أن المعهد "هو مركز للتميز معترف به في مجال تعزيز القدرات والبحوث التطبيقية".

وحسب السيد حمان، فإن المكتب يرغب في الاستفادة من المعرفة والخبرة المتراكمة على مدى عدة عقود مع الجهات المانحة الوطنية والدولية، سواء المتعددة الأطراف أو الثنائية، في تعبئة التمويلات الموجهة لتنزيل مخططاته المتعلقة بالتجهيز، من خلال الجمع بين الدعم العمومي للتنمية ومختلف أدوات التمويل المناخي والتكيف مع التغيرات المناخية، من أجل مضاعفة عمله في إطار التعاون جنوب-جنوب والتعاون الثلاثي.

وأكد أنه، من أجل رفع تحديات تعميم الولوج إلى الماء الصالح للشرب والتطهير السائل، يبرز التعاون جنوب-جنوب والتعاون الثلاثي، باعتبارهما محركين للتحول من أجل تسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

من جانبها، أكدت مديرة الوكالة الفرنسية للتنمية بالرباط، كاثرين بونو، أن الماء والتطهير يوجدان في صلب استراتيجيات الوكالة في إفريقيا، مشددة على ضرورة تعبئة التمويل المبتكر في هذا القطاع.

وفي معرض تسليطها الضوء على أهمية التعاون مع المغرب، الذي يشكل "مصدر إلهام" في إفريقيا، أشارت إلى أن المملكة المغربية تمتلك "إرادة سياسية" لتعزيز التعاون جنوب-جنوب، الشيء الذي يقوي التزام الوكالة الفرنسية للتنمية بمواكبة هذه الدينامية.

من جهة أخرى، تميزت هذه الجلسة الخاصة، التي نظمها المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب بشكل مشترك مع البنك الإسلامي للتنمية، بالتوقيع على اتفاقيتين.

وبهذه المناسبة، تم توقيع مذكرة تعاون بين المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب والوكالة الفرنسية للتنمية، تهم إطلاق برنامج "جودة الماء" مع الفاعلين في قطاع الماء في إفريقيا، حيث يهدف هذا البرنامج، الذي يهم عدة بلدان، إلى تعزيز القدرات التقنية والإدارية للمشغلين الأفارقة في مجال مراقبة جودة المياه.

كما تم إبرام اتفاقية-إطار للتعاون بين المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب والمكتب الوطني للماء والتطهير ببوركينا فاسو، بهدف تعزيز التعاون بين المكتبين الذي انطلق منذ عام 2007. ويتعلق الأمر، أيضا، بفتح الطريق لمواكبة أوسع في إدارة مشاريع الماء الشروب والتطهير، وتكوين الأطر، وتحسين جودة المياه في بوركينا فاسو.

ويشكل هذا المؤتمر، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وبشراكة بين وزارة التجهيز والماء والجمعية الدولية للموارد المائية، إلى غاية 5 دجنبر، فرصة لاستكشاف حلول مبتكرة واستراتيجيات ومقاربات تكيفية لتدبير الموارد المائية في عالم يشهد تغييرات مستمرة.

ويروم هذا الحدث، المقام تحت شعار "الماء في عالم يتغير.. الابتكار والتكيف"، إلى أن يشكل منصة للخبراء والممارسين والباحثين وصناع القرار والمجتمع المدني والقطاع الخاص لتبادل المعارف، وعرض الأبحاث المبتكرة، وإقامة شراكات، وتطوير حلول عملية مشتركة تهدف إلى مواجهة التحديات المعقدة المرتبطة بحكامة الماء وأمنه واستدامته على الصعيد العالمي.

اترك تعليقاً