بعد استحواذ صندوق الاستثمارات العامة السعودي على مجموعة إم بي سي، ما تأثير ذلك على إم بي سي5 في المغرب؟


بعد استحواذ صندوق الاستثمارات العامة السعودي على مجموعة إم بي سي، ما تأثير ذلك على إم بي سي5 في المغرب؟    صورة - م.ع.ن
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

          تمتلك مجموعة "إم بي سي" مجموعة واسعة من القنوات، بما في ذلك "إم بي سي 5"، وهي قناة صُممت خصيصا للجمهور المغربي.

فمنذ إطلاقها عام 2019، اكتسبت "إم بي سي5" قاعدة جماهيرية واسعة من خلال البث باللهجة المغربية وعرض المواهب المحلية والمراجع الثقافية. ومع ذلك، ورغم تركيزها المحلي، تعمل القناة من الخارج وليست مسجلة أو خاضعة لقوانين البث المغربية. فهي تخاطب المشاهدين المغاربة، لكنها تقنيا موجودة خارج الإطار الإعلامي الرسمي للبلاد.

و لا يغير هذا التغيير الجديد في الملكية الوضع القانوني ل"إم بي سي5" في المغرب، ولكنه قد يعيد تشكيل كيفية عمل القناة مستقبلا. ومع تولي صندوق الاستثمارات العامة زمام الأمور، قد تبدأ التوجيهات التحريرية وخيارات الإنتاج واستراتيجيات الشراكة في عكس الأولويات التي حددتها الرياض. ولا يقتصر هذا التحول على المحتوى فحسب، بل قد يشير إلى إعادة تقييم أوسع لكيفية تفاعل إم بي سي مع المنطقة.

لسنوات، كان المغرب سوقا رئيسيا للقنوات الناطقة بالعربية خارج حدوده. وقد رسخت قناة إم بي سي مكانتها، لا سيما في قطاع الترفيه العائلي.

و تعتمد القناة على طواقم إنتاج مغربية، وتستفيد من شبكات إبداعية محلية، وتلعب دورا متواضعا ولكنه ملموس في الاقتصاد الثقافي للبلاد. أي تغيير في استراتيجية الإنتاج أو أنماط التمويل قد يزعزع استقرار هذه المنظومة الحساسة.

وإلى جانب التداعيات الإعلامية المباشرة، يأتي الاستحواذ في إطار أجندة إقليمية أوسع. فقد ضخت المملكة العربية السعودية مليارات الدولارات في مشاريع ثقافية وترفيهية كجزء من مبادرتها "رؤية 2030". ومن شأن تشديد قبضتها على إم بي سي أن يمنح الرياض نفوذا أكبر على ما يستهلكه ملايين المشاهدين في شمال إفريقيا، كما أن الموقع الاستراتيجي للمغرب يجعلها منصة مثالية لهذا النوع من استعراض القوة الناعمة. ومع تعزيز المملكة العربية السعودية لوجودها في الصناعات الثقافية في المنطقة، قد يتحول المغرب إلى ساحة اختبار أمامية لطموحات المملكة الإعلامية.

حتى الآن، لم تصدر أي إعلانات رسمية بشأن تغييرات البرامج أو تغييرات القيادة في إم بي سي5، لكن مع انخراط صندوق الاستثمارات العامة في هيكل صنع القرار في المجموعة، بات واضحا أن قواعد اللعبة تتغير. قد يجد المغرب نفسه قريبا في قلب مرحلة جديدة ضمن مساعي المملكة العربية السعودية لإعادة تشكيل المشهد الإعلامي العربي من أعلى الهرم إلى أسفله.

 

اترك تعليقاً