المكسيك وإشكالية طالبي اللجوء
في جديد شؤون الهجرة الدولية، احتلت دولة المكسيك الرتبة الثالثة ب140 ألف طلب لجوء خلال عام 2023، بعد ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية، حيث صرحت وزيرة الخارجية، أليسيا بارسينا، إن طلبات اللجوء إلى المكسيك ما فتئت تتزايد في السنوات الأخيرة، وترتبط أساسا بأزمة الهجرة غير النظامية في أمريكا الجنوبية والشمالية، وهي مشكلة معقدة للغاية يختلط فيها الجانب الإنساني بالتنظيمي، كون العديد ممن يلتمسون اللجوء في المكسيك لا يستوفون بالضرورة للشروط المطلوبة للاستفادة من هذا الوضع، وأن المشكل الذي صادف إدارة الهجرة المكسيكية، هو التمييز بين الأشخاص الذين لديهم خوف حقيقي من العيش في بلدانهم الأصلية ويجب منحهم اللجوء، وأولئك الذين يبحثون عن فرصة اقتصادية، خاصة وأن المكسيك آخر محطة للعبور في طريق الهجرة بين الأمريكيتين، حيث يضطر الكثيرون إلى البقاء في البلاد بعد طردهم من التراب الأمريكي أو تعثر المحاولات لدخوله، وتعطى الأولوية لطالبي اللجوء، وفق رؤية منظمة وآمنة ومنتظمة وإنسانية.
وحسب قائمة طالبي اللجوء السياسي لدولة المكسيك، يأتي الفنزويليون على رأس القائمة، ثم الكولومبيون والإكوادوريون والهايتيون والغواتيماليون وبعض الجنسيات الإفريقية على نحو متزايد.
وتعرف حوادث الهجرة الغير النظامية بالمكسيك، مشاكل جمة ، تتمثل في بروز شبكات دولية للاتجار بالبشر، وبيع الأعضاء، والاختطاف للمهاجرين ووضع في ضيعات كبار مروجي المخدرات بالمكسيك وسط حراسة مشددة للغاية لمنعهم من الفرار، لتبقى النجاة من هذه العصابات شبه مستحيل في كثير من الحالات.