المغرب يقدم هبة لموريتانيا لدعم جهودها في مكافحة آفة الجراد
صورة - م.ع.ن
تم، اليوم الإثنين بضواحي العاصمة الموريتانية نواكشوط، تسليم هبة مقدمة من المملكة المغربية لدعم جهود موريتانيا في مكافحة آفة الجراد الصحراوي، التي تشكل تهديدا كبيرا للموارد الزراعية والرعوية في المنطقة.
وأوضح بيان رسمي أن الهبة تشمل 100 ألف لتر من المبيدات الفعالة في مكافحة هذه الآفة، وقد أودعت بأحد مقرات المركز الموريتاني لمكافحة الجراد، في خطوة تعكس عمق علاقات الأخوة والتعاون بين المغرب والجمهورية الإسلامية الموريتانية في مختلف المجالات.
ويأتي هذا الدعم استمرارا للتعاون الوثيق والدائم بين المراكز الوطنية المتخصصة في مكافحة الجراد في البلدين، والذي يتجلى في تبادل الخبرات والتجارب التقنية، سواء على المستوى الثنائي أو من خلال التنسيق مع منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة عبر لجنة محاربة الجراد الصحراوي في المنطقة الغربية (CLCPRO).
وشهد حفل التسليم حضور ممثلين عن سفارة المملكة المغربية بنواكشوط، ومسؤولين بوزارة الزراعة الموريتانية، وممثل منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، إلى جانب مدير المركز الوطني لمكافحة الجراد بموريتانيا.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أشاد الأمين التنفيذي لهيئة مكافحة الجراد في المنطقة الغربية التابعة للفاو، حموني محمد لمين، بـ"التجاوب السريع والنوعي" للمغرب مع طلب المساعدة الذي تقدمت به السلطات الموريتانية، مؤكداً أن شحنة المبيدات تم إرسالها في الوقت المناسب وبكمية كافية. وأضاف أن "هذا الدعم السخي والجهد الكبير الذي بذله المغرب سيمكن الموريتانيين من القضاء على هذه الآفة أو على الأقل التخفيف من خطورتها"، مشدداً على أن الجراد يشكل خطرا عابرا للحدود، مما يجعل التعاون بين الدول أمرا بالغ الأهمية.
من جانبه، نوه محمد يحيى محمد محمود، الأمين العام بالنيابة بوزارة الزراعة الموريتانية، بالدور الحيوي للمغرب في دعم جهود بلاده لمواجهة آفة الجراد، موضحا أن هذه الهبة "تجسد التعاون القائم بين البلدين على كافة الأصعدة، خدمة للتنمية المندمجة والتكامل بين المغرب وموريتانيا".
وأشار إلى أن مكافحة الجراد تتطلب جهدا مضاعفا وتكاملا بين الدول، وهو ما دفع منظمة الفاو إلى إنشاء هيئة مختصة تضم دول المنطقة للتصدي لهذه الآفة.
وتتركز جهود مكافحة الجراد حاليا، وفق المسؤولين الموريتانيين، في ولايات إينشيري غرب البلاد، وداخلة نواذيبو شمالا، والترارزة جنوب غرب، حيث تهدف الإجراءات إلى حماية المحاصيل الزراعية والموارد الرعوية من أضرار هذه الآفة المتفشية.
تعكس هذه المبادرة المغربية التزام المملكة بدعم الجهود الإقليمية لمواجهة التحديات البيئية والزراعية العابرة للحدود، وتعزز الشراكة الاستراتيجية بين المغرب وموريتانيا في مجال الأمن الغذائي والتنمية المستدامة.