المغرب يصدر ما يقرب من 2000 طن من التوت المجمد إلى فرنسا


المغرب يصدر ما يقرب من 2000 طن من التوت المجمد إلى فرنسا صورة - م.ع.ن
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

       تشهد صادرات المغرب من التوت المجمد إلى فرنسا أقوى عام لها حتى الآن، في مؤشر هادئ ولكنه دال على استعادة البلاد لزخمها في سوق أوروبية تتسم بمنافسة شرسة وهوامش ربح ضيقة.وتُظهر بيانات التجارة للأشهر العشرة الأولى من عام 2025، أن شحنات التوت المجمد من المغرب إلى فرنسا بلغت ما يقارب 2000 طن، بقيمة تقارب 6 ملايين دولار.ويتجاوز هذا الرقم إجمالي العام الماضي بكثير، ويزيد قليلا عن الذروة السابقة التي سُجلت عام 2022، مما يجعله أفضل أداء يسجله المصدرون المغاربة في السوق الفرنسية حتى الآن.
بالنسبة للمنتجين والمصدرين، لا تكمن أهمية هذه الأرقام في كونها رقما قياسيا فحسب، بل في كونها تأتي بعد فترة من الاضطراب. فلم تكن تجارة التوت المجمد بين المغرب وفرنسا مستقرة قط.فعندما سُجلت أولى الشحنات الرسمية في أوائل العقد الأول من الألفية الثانية، كانت الكميات متواضعة، ولم يكن المنتج يحظى باهتمام يذكر في السوق الفرنسية. كان النمو بطيئا، مدفوعا بتحسين البنية التحتية لسلسلة التبريد، وتوسيع إنتاج التوت، وارتفاع الطلب على الفاكهة المجمدة في جميع أنحاء أوروبا.وبحلول عام 2021، تجاوزت الشحنات المغربية 1000 طن، وشهد العام التالي إنجازا هاما، حيث انضم المغرب إلى قائمة أكبر خمسة موردين لفرنسا لأول مرة.
و توقف هذا التقدم في عام 2023، عندما انخفضت الصادرات بشكل حاد، مما يعكس ضغوط العرض والمنافسة الشديدة من أوروبا الشرقية. ويشير الانتعاش الذي شهده عام 2025 إلى أن هذه الانتكاسات كانت مؤقتة وليست هيكلية.على الرغم من الانتعاش الذي شهدته فرنسا هذا العام، إلا أنها لا تزال ليست الوجهة الرئيسية لتصدير التوت المجمد من المغرب. ففي أكتوبر الماضي، احتلت فرنسا المرتبة الخامسة بين الوجهات، حيث استحوذت على نحو 7% من إجمالي الشحنات المغربية.ومع ذلك، يشير هذا الارتفاع المطرد إلى تزايد إقبال المستهلكين الفرنسيين على المنتجات المغربية، لا سيما في سوق معروفة بحساسيتها للأسعار وتنافسيتها الشديدة.
و تهيمن صربيا وبولندا على واردات فرنسا من التوت المجمد، حيث تغطيان معا نحو نصف السوق.كما عززت أوكرانيا موقعها، وتحتل الآن المركز الثالث للعام الثاني على التوالي، بعد توسع صادراتها بشكل سريع خلال السنوات الخمس الماضية.أما المراكز الأخرى، فهي أقل استقرارا، إذ في السنوات الأخيرة، كانت دول مثل بلجيكا وقبرص من بين الموردين الرئيسيين لفرنسا، إلا أن شحنات قبرص انخفضت بشكل حاد هذا الموسم.
وقد فتح هذا التراجع المجال أمام المغرب، على الرغم من استمرار المنافسة الشديدة، حيث تقترب ألمانيا والشيلي من الصدارة.و تؤكد أرقام عام 2025 عودة واضحة لقوة التوت المغربي المجمد في السوق الفرنسية، حيث عادت أحجام التصدير إلى مستويات أعلى من المستويات السابقة، وأصبح المغرب راسخا بين الموردين الرئيسيين لفرنسا.

اترك تعليقاً