المغرب يرسخ ريادته في تدبير الموارد المائية خلال المؤتمر العالمي الـ19 للماء بمراكش
صورة - م.ع.ن
أكد رئيس الجمعية الدولية للموارد المائية، يوانيوان لي، خلال افتتاح المؤتمر العالمي الـ19 للماء اليوم الاثنين بمراكش، المكانة الريادية التي يحتلها المغرب في مجال تدبير الموارد المائية.
وقال لي إن تنظيم هذا الحدث تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس يشكل اعترافا دوليا بأهمية الدور المغربي ويعزز مكانة المملكة ضمن الدول الرائدة في ابتكار حلول مائية مستدامة.
وأوضح لي أن الجمعية، التي أطلقت أول مؤتمر عالمي للماء بمدينة شيكاغو عام 1973، تعمل منذ تأسيسها على توفير منصة دولية لتطوير المعارف وتوجيه السياسات العمومية وتعزيز التعاون. وذكّر بأن المغرب سبق أن احتضن الدورة السابعة للمؤتمر، مسهما آنذاك بإضافة تقنية وسياسية مهمة في صياغة الأجندة العالمية للماء.
وأشار رئيس الجمعية إلى أن التحديات المرتبطة بالمناخ والتغيرات المتسارعة جعلت التدبير المستدام للمياه أكثر تعقيدا من أي وقت مضى، خاصة مع تزايد الجفاف والفيضانات والضغوط المتنامية على المنظومات الطبيعية نتيجة التطور السوسيو–اقتصادي.
وشدد على ضرورة الدمج بين البحث العلمي والسياسات العمومية والممارسة الميدانية، معتبرا أن هذا التكامل يمثل جوهر المؤتمر الحالي.
ويتضمن برنامج المؤتمر نقاشات معمقة عبر موائد مستديرة وزيارات تقنية وورشات وجلسات علمية، تتناول محاور متعددة من بينها دبلوماسية الماء، والحلول المبنية على الطبيعة، والسياسات القائمة على البيانات، وطرق تمويل المشاريع المائية.
من جهتها، شددت المبعوثة الخاصة للأمم المتحدة لشؤون المياه، ريتنو إل. بي. مارسودي، على الحاجة إلى تغيير جذري في الطريقة التي يُنظر بها إلى الماء ويستثمر فيه عالميا، مؤكدة أن العلم ينبغي أن يقود السياسات، وأن التعاون بين القطاعات والدول والأجيال بات ضرورة ملحة. وأشارت إلى أهمية إدماج قضايا الماء في أجندات المناخ والتنوع البيولوجي والأمن الغذائي والصحة والتنمية والسلام، لضمان تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ويشكل المؤتمر، المنظم بشراكة بين وزارة التجهيز والماء والجمعية الدولية للموارد المائية، محطة مركزية لاستكشاف حلول مبتكرة ومسارات تكيف جديدة مع التغيرات المناخية. كما يوفر فضاءً واسعًا للمهنيين والباحثين وصناع القرار والقطاع الخاص لتبادل الخبرات، وعرض أحدث التقنيات، وتطوير شراكات تسهم في تعزيز حكامة المياه واستدامتها عالميًا.
ويتضمن برنامج الدورة 19 مائدة وزارية رفيعة المستوى، وأربع جلسات حوار كبرى، وأكثر من 140 جلسة تقنية يقدمها خبراء دوليون، إضافة إلى فعاليات موازية ومساحات عرض مخصصة لأبرز الابتكارات والمشاريع المائية الحديثة.