المغرب يتربع على عرش الكرة العالمية ضداعلى أبواق الكراغلة

في اللحظات التي تطغى فيها العاطفة، لتعبر عن سريرة النفس، في غفلة عن المراقبة الصارمة للعقل، يكون المرء كاشفا عن جواهر نفسه.
وفي هذا الإطار لا يسعنا إلا "نشكر إخواننا" في الجزائر "الشقيقة": جمهورا، ومسؤولين، و"إعلاما" على مساندتهم للمنتخب المغربي لأقل من 20 سنة، منذ انطلاقة البطولة الكونية حتى الظفر بالكأس.
وما "أثلج الصدر"، ليس، فقط، التشجيع المنقطع النظير، بل رفع الأكف لله تعالى أن يسدد ضربات الأشبال لتستقر بمرامي الخصوم، بل والأجمل أن تجد "فقيها جزائريا شقيقا" يرتدي قميص المنتخب الأرجنتيني، وهو يؤم بالمصلين، وذلك كإيحاء من هذا " الفقيه" على تنبيه الأشبال على التركيز على حركات الخصم الذي كشف عورته هذه الفقيه الجليل.
ولم ينس "الأشقاء الجزائريون"، من أجل الزيادة في فضح أسماء وأرقام اللاعبين الأرجنتنيين، أن يشتروا القمصان البيضاء والزرقاء، بشكل غير مسبوق، "دعما للنخبة المغربية".
ونحن كمغاربة لا يسعنا إلا أن نقول: إن الدولة المغربية التي يعود تاريخها إلى أكثر من 12 قرنا، منذ دخول الإسلام لشمال إفريقيا، فقط، ولآلاف السنين، حيث كان المغرب منشأ حضارات عديدة أنتجب شعبا طيب الأعراق، في الوقت الذي لم يعرف بلد الجوار الشرقي الوجود إلا ما لا يزيد50 سنة، بعد أن أفقده الاستعمار الفرنسي البوصلة، وقبله جرده وقعه تحت سيادة الإمبراطورية العثمانية من كل انتماء.
وفي الأخير، نتمنى أن يكون هذا النصر العالمي تباشير خير على المغرب والمغاربة، وأن ننصرف جميعا للعمل في مختلف القطاعات باعتبارها مقصورات تجرها قاطرة الرياضة.