المغرب وفيتنام يتقاسمان قيم التحرر والعمل للغد خدمة لشعبيهما وللإنسانية


المغرب وفيتنام يتقاسمان قيم التحرر والعمل للغد خدمة لشعبيهما وللإنسانية
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

      شكلت حركات التحرر والعلاقات بين المغرب وفيتنام محور ندوة نظمت، يوم امس الجمعة بالرباط، بحضور وفد من الحزب الشيوعي الفيتنامي، يترأسه عضو المكتب السياسي، نغوين ترونغ نغيا.

وكان هذا اللقاء، الذي شكل مناسبة لإحياء الذكرى السبعين لمعركة "ديان بيان فو"، ولحظة لتخليد ذكرى مناضلي الشعوب التواقة للحرية والعدالة والكرامة، فرصة لتسليط الضوء على تطور العلاقات بين المغرب وفيتنام عبر التاريخ.

وفي كلمة بالمناسبة، أكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، ورئيس جمعية الصداقة المغربية-الفيتنامية، مصطفى الكثيري، أن العلاقات بين البلدين تعود إلى بداية حرب الهند الصينية في أواخر الأربعينيات، وتحديدا سنة 1946، حين فرضت قوات الحملة الفرنسية التجنيد الإجباري على آلاف الشباب من المستعمرات بإفريقيا وآسيا.

واليوم، يضيف المتحدث ذاته، فإن العلاقات المغربية-الفيتنامية، التي يعود تاريخها إلى 27 مارس 1961، منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية، نموذجية وتتعزز بشكل مطرد، وتتميز بتبادل زيارات وفود الشخصيات الدبلوماسية والفاعلين بالأحزاب السياسية والمجتمع المدني في البلدين الصديقين.

وأضاف السيد الكثيري أن المندوبية السامية انخرطت في دينامية تعزيز وتوطيد هذه العلاقات الثنائية منذ 7 دجنبر 2006، من خلال التوقيع على اتفاقية تعاون وشراكة مع جمعية قدماء المحاربين في فيتنام.

وسجل أنه تم، في هذا السياق، تنظيم العديد من الأنشطة الأكاديمية والعلمية والثقافية في البلدين، بمناسبة تبادل الزيارات والتجارب والخبرات بين المؤسستين المكلفتين بقدماء المحاربين والمقاومين والمناضلين من أجل التحرير، مذكرا بإحداث جمعيتين في كلا البلدين؛ ويتعلق الأمر بجمعية الصداقة المغرب-فيتنام وجمعية الصداقة فيتنام-المغرب.

كما ذكر بإصدار المندوبية السامية سنة 2014 كتابا بعنوان "المغرب وفيتنام: نظرة الواحد إلى الآخر"، لافتا إلى أن هناك مبادرات ومشاريع جارية لمواصلة الحوار والتبادل التاريخي والحضاري والإنساني والكوني بين البلدين والشعبين الصديقين اللذين تجمعهما قيم الحرية والتسامح والكرامة والتعايش.

من جهته، أشار نائب رئيس لجنة التربية والتحسيس بالحزب الشيوعي الفيتنامي، فان شون ثوي، إلى أنه إلى جانب فيتنام، نهضت العديد من الأمم المستعمرة حول العالم آنذاك، بما فيها المغرب، من أجل التحرر من هيمنة المستعمرين.

ودعا، في هذا السياق، إلى الارتقاء بالتفاهم والعمل المشترك من خلال التربية، مشددا على أهمية تحسين جودة وفعالية البحث العلمي والعمل التوليفي.

أما السفير السابق للمغرب في فيتنام، الحسين الفرداني، فأكد أن العلاقات بين البلدين شهدت، خلال العقدين الماضيين، قفزة نوعية بفضل الإرادة والدعم الثابت للمسؤولين المغاربة والفييتناميين، مشيرا إلى أن الرباط وهانوي تتطلعان إلى مستقبل واعد يستند إلى التزامهما المتبادل والراسخ بمواصلة توطيد روابطهما الاقتصادية والسياسية والثقافية.

وأشار إلى أن المغرب وفيتنام، اللذين جعلا من التعاون جنوب-جنوب خيارا إستراتيجيا، يطمحان إلى الاضطلاع بدور فعال في منطقتيهما، كجسر بين إفريقيا وأوروبا بالنسبة للمغرب، وكبوابة إلى جنوب شرق آسيا بالنسبة لفيتنام، مستندين في ذلك إلى مؤهلات حقيقية، منها استقرارهما السياسي وديناميتهما وتنويع اقتصاديهما.

بدوره، أكد أستاذ العلوم السياسية ومدير مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية، عبد الله ساعف، أنه "في رؤية الزعيم الفيتنامي، هو تشي منه، لا تتعارض الوطنية والأممية، بل يمكن التعبير عنهما بطريقة عادلة ومتوازنة"، موضحا أن الوطنية كانت أساسا دائما لعمله الثوري، بينما كانت الأممية تمثل امتدادا لتفانيه وروابط تعلقه بشعبه وبالبشرية جمعاء.

وأشار إلى أن نضال هو تشي منه ورفاقه سيصبح رمزا للعديد من الشعوب، والانتصار النهائي في معركة "ديان بين فو" سنة 1954 تم اعتباره حدثا فارقا، مبرزا أن دوره الهام في الكفاح من أجل استقلال البلدان، خاصة في القارة الإفريقية، لا ينفصل عن كفاحه ضد العنصرية.

اترك تعليقاً