الليلة المكسيكية صرخة إحياء المكسيكيين ذكرى استقلال بلادهم


الليلة المكسيكية صرخة إحياء المكسيكيين ذكرى استقلال بلادهم  صورة - م.ع.ن
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

        مساء الخامس عشر شتنبر من كل سنة، يحيي المكسيكيون "الليلة المكسيكية"، التي دأب رؤساء البلاد خلالها على ترديد "صرخة الاستقلال"، على إيقاع حفلات موسيقية ورقصات شعبية تحتفي بكفاح الأجداد قبل أزيد من قرنين من أجل نيل الاستقلال. مرددين صرخة تحيا المكسيك . يحيا الأبطال الذين منحونا الوطن والحرية ، وذلك قبل أن يقوموا بهز الجرس نفسه الذي قيل إن القس ميغيل هيدالغو إي كوستيا، وهو شخصية محورية في تاريخ البلاد ويلقب بـ"أبو الاستقلال المكسيكي"، قرعه فجر يوم السادس عشر شتنبر من سنة 1810 إيذانا ببدء الكفاح من أجل تحرير البلاد.

ويأتي رفع العلم الوطني وأداء مراسم الصرخة الشهيرة في مقدمة الطقوس الرسمية، إذ يؤدي رئيس البلاد هذا الطقس في العاصمة، فيما تقلده الجماهير في مختلف المدن والبلدات، تعبيرا عن الوحدة الوطنية والفخر بالهوية المكسيكية.

حيث شهدت العاصمة ليلة أمس ، إلى جانب مختلف ولايات البلاد، تجمعات حاشدة في الساحات العمومية والمنازل، حيث ردد المواطنون صرخة الاستقلال، على خطى الرئيسة كلاوديا شينباوم، التي ترأست المراسم الرسمية من شرفة القصر الوطني للمرة الأولى                                     

 

    واستحضرت شينباوم، في "صرختها"، أسماء أبرز وجوه الكفاح الوطني، الذي انطلق مع صرخة هيدالغو قبل 215 سنة، من أجل "مكسيك تتمتع بالاستقلال والحرية والسيادة".

 

وتملأ الموسيقى الشعبية المكسيكية وأغان وطنية الأجواء، لتجعل من الاحتفالات لحظة فرح جماعي، تؤدي فيه فرق الفولكلور المحلي رقصات تقليدية بأزياء تنبض بالثقافة المكسيكية العريقة.

ولا تكتمل الاحتفالات دون مشاركة الأطعمة التقليدية، مثل التاكو، والتاماليس، والإيلوتيس، التي تجمع العائلات والأصدقاء في أجواء تغمرها روح الانتماء وبحس المشاركة الاجتماعية.

تتواصل الاحتفالات حتى ساعات متأخرة من صباح اليوم الموالي (16 شتنبر، تاريخ بداية حرب الاستقلال، الذي جعلت منه المكسيك عيدا وطنيا) مع استمرار الغناء والرقص وتناول الطعام، لتصبح هذه الليلة رمزا للفرح الوطني والهوية المكسيكية المتجذرة في تاريخ البلاد.

 

وفي غمرة هذه الاحتفالات، شكلت ولاية سينالوا، شمال غرب المكسيك، نغمة نشاز للسنة الثانية على التوالي. حيث قرر حاكمها، روبين روشا مويا، إلغاء الاحتفالات الشعبية واقتصارها على حفل رسمي، بسبب تصاعد أعمال العنف التي تشهدها الولاية منذ أشهر، والتي أسفرت، حسب أرقام رسمية، عن نحو 1.830 جريمة قتل و2.390 حالة اختفاء قسري.

وأوضح في رسالة مصورة بثها على شبكات التواصل الاجتماعي، أن القرار يهدف إلى ضمان "سلامة وأمن" سكان سينالوا، بعد اندلاع موجة عنف واسعة، منذ شتنبر 2024، في كولياكان، عاصمة الولاية،.

 

ورغم أن "سينالوا" شكلت نغمة نشاز في صخب الاحتفالات، تظل "الليلة المكسيكية"، التي تجمع بين الطقوس الرسمية والأنشطة الشعبية، أكثر من مجرد احتفال، بل مناسبة لإحياء ذكرى الأجداد الذين ساهموا في نيل استقلال المكسيك، ولحظة رمزية للاحتفاء بالانتماء إلى أرض الأزتك والمارياتشي والصرخات.           

اترك تعليقاً