الخصوصيات التاريخية والثقافية والروحية لواحة فجيج في ندوة علمية بالمدينة


الخصوصيات التاريخية والثقافية والروحية لواحة فجيج في ندوة علمية بالمدينة
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

      سلط مشاركون في ندوة دولية، انطلقت فعالياتها، أمس الثلاثاء بفجيج، على الخصوصيات التاريخية، والثقافية والروحية للمنطقة، من خلال استحضار محطات مضيئة من تاريخها وتراثها اللامادي.

وتروم هذه الندوة، المنظمة على مدى يومين، حول موضوع "فجيج، تاريخ، ثقافة وتصوف"، بمبادرة من جمعية فجيج للتنمية والذاكرة والتراث، وشراكة مع جامعة محمد الأول بوجدة، ودعم من وكالة تنمية جهة الشرق، وعدة فاعلين مؤسساتيين، المساهمة في التعريف بالمكانة التاريخية والثقافية والروحية لهذه المنطقة الواحية.

وأبرز المتدخلون في الجلسة الافتتاحية، أهمية هذا اللقاء الذي يعكس عمق الانتماء المغربي للواحة، ويؤسس لمسارات جديدة من التعاون الجامعي والانفتاح المعرفي على قضايا التراث والتاريخ والثقافة، وكذا التصوف، داعين في هذا الصدد إلى مزيد من الانخراط في حماية موروث المنطقة الثقافي وتوظيفه لخدمة التنمية وتعزيز الانتماء الوطني.

وأكدوا، أيضا، على ضرورة تحفيز الوعي الجماعي بأهمية صون التراث الواحي، عبر تثمين موروثه الإنساني، وتوسيع دائرة الاهتمام بالبحث في الثقافة المحلية، وتعزيز إدماجها ضمن السياسات الثقافية الوطنية، وأيضا رصيدها التراثي كأداة للتنمية المجالية المستدامة.

وتوقف المتدخلون، في هذا اللقاء، عند الدور الذي اضطلعت به فجيج، عبر التاريخ كجسر للتواصل الحضاري، مشيرين إلى أهمية إبراز أدوارها المتعددة كمحطة للقوافل التجارية، وكمجال للتصوف والعلم، والصمود في وجه الأطماع الاستعمارية.

وفي السياق ذاته، أبرز المشاركون أن واحات فجيج ظلت دائما مجالا تجسدت فيه قيم التعدد والانفتاح والتسامح، الذي تبرزه أشكال العمران التقليدي، والتكافل الاجتماعي، وتقاليد التجارة والحرف، التي ما تزال شاهدة على غنى المنطقة.

وأكد الكاتب العام لجمعية فجيج للتنمية والذاكرة والتراث، العربي بودان، في تصريح، أن هذه الندوة تندرج ضمن جهود الجمعية الرامية إلى تثمين التراث المحلي المادي واللامادي، ودمجه في مسارات الإقلاع الثقافي والتنموي للمنطقة.

واعتبر أن هذا اللقاء يمثل لحظة قوية للاحتفاء بفجيج وبتاريخها، والمساهمة في تكريس التراكم العلمي حولها، بفضل مشاركة ثلة من الباحثين المغاربة والأجانب، مما يمنح للحدث بعدا وطنيا ودوليا يعزز من إشعاع الواحة.

من جانبه، أكد ممثل وكالة تنمية جهة الشرق، عبد المجيد رابح، أن هذه التظاهرة العلمية، تأتي في انسجام تام مع استراتيجية الوكالة، على اعتبار أن الثقافة إحدى ركائز التنمية المستدامة، مشيرا إلى أن الوكالة بدأت عملها انطلاقا من هذه المدينة، حيث كان أول إصدار لها من فئة الكتب الجميلة (Les Beaux Livres).

وأضاف أن فجيج شكلت دائما نقطة تفاعل حضاري وتجاري، وهو ما تؤكده الدراسات التاريخية والشراكات الأكاديمية، مشددا على ضرورة مواصلة الجهود لتوسيع المعرفة بتاريخ الواحة وتعزيز حضورها في البرامج الثقافية والتربوية الوطنية.

وتتناول هذه الندوة، التي يشارك فيها خبراء وباحثون في مجالات علوم الآثار والتراث والأدب والتصوف، جوانب ثقافية مميزة من تاريخ المملكة، وصفحاته المشرقة بالجنوب الشرقي للمغرب، إضافة إلى مواضيع أخرى تركز على أسماء بارزة في التصوف بالمغرب، وشمال إفريقيا.

اترك تعليقاً