التنوع الثقافي رهان أساسي في عالم متعدد الثقافات
صورة - م.ع.ن
خلال مؤتمر وزاري نظم في إطار المنتدى العالمي للحوار
بين الثقافات المنعقد إلى غاية 3 ماي الحاري بعاصمة أذربيجان: "بالعمل معا
وتثمين مختلف الثقافات وتعزيز الاحترام المتبادل، يمكننا الحفاظ على هذا الغنى
وبناء مستقبل يحتفى فيه بالتنوع ويكون فيه التعاون العالمي مفتاح التنمية
المستدامة والسلام". والذي اختير له شعار "التناغم والتنوع.. تعزيز
الحوار بين الثقافات من أجل نهضة ثقافية عالمية"
أكد السفير والمندوب الدائم للمملكة المغربية لدى منظمة
الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، أمس الأربعاء بباكو، أن
الحفاظ على التنوع الثقافي وتعزيز التعاون العالمي رهانان أساسيان في عالم متعدد
الثقافات. وأن الثقافة كانت على مدى قرون مصدرا للاكتشاف والمعرفة والإلهام
والإبداع، مما عزز التفاعل بين المجموعات البشرية.
واليوم، في عالم معولم، يمثل التقدم المحرز في التكنولوجيات الناشئة الحقيقية
والافتراضية، والاتصالات، والنقل رافعة للتقريب بين الشعوب، مما يضمن تطور الثقافة
عبر الزمان والمكان بما يتماشى مع هذه التغيرات.
كما أن التنوع الثقافي أضحى، نتيجة لذلك، حاضرا بشكل متزايد في حياتنا اليومية،
حيث تتعايش لغات ومعتقدات وتقاليد وأنماط حياة مختلفة، مما يبرز أهمية القيم
الإنسانية العالمية للتعايش والتسامح والعيش المشترك.
ودعا الدبلوماسي المغربي، الذي يحضر أيضا هذا المنتدى بصفته رئيس اللجنة المنظمة
لأسبوع اليونسكو الإفريقي لنسخة 2024، إلى مساهمة الجميع في الجهود المشتركة
الرامية إلى الحفاظ على التنوع وتعزيزه باعتباره رصيدا لا يقدر بثمن ينبغي
الاستفادة منه. معتبرا أنه من الضروري تعزيز التعاون الدولي، من جهة، وبين الدول
والمؤسسات المعنية، من جهة أخرى، وذلك من خلال الآليات القانونية الدولية
والميكانيزمات المناسبة. فالإطارات الدولية مثل اتفاقية اليونسكو لسنة 2005 بشأن
حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي ، تمثل منصة أساسية للتعاون البناء حول
قضايا التنوع الثقافي. مسجلا أن الاتفاقيات الثنائية ومتعددة الأطراف بين
الحكومات، خاصة تلك المتعلقة بالممتلكات الثقافية، تشكل وسائل ملموسة لتعزيز العمل
المنسق من أجل الحفاظ على التراث الثقافي، مبرزا أن مبادرات من قبيل تحالف
الحضارات التابع للأمم المتحدة، والذي حظي المغرب بشرف استضافة منتداه التاسع في
نونبر 2022، يتيح فضاء قيما، على غرار منتدى باكو.
هذا ويجمع المنتدى العالمي للحوار بين الثقافات، الذي تنظمه حكومة أذربيجان،
بشراكة مع اليونسكو، وتحالف الأمم المتحدة للحضارات، ومنظمة السياحة العالمية،
ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، حوالي 700 شخصية من
أكثر من 100 بلد.
ويمثل المغرب، في هذا المنتدى الذي يستمر ثلاثة أيام، سفير المملكة بأذربيجان، ورئيس
لجنة التعليم والشؤون الثقافية والاجتماعية بمجلس المستشارين.