منتدى كرانس مونتانا يجعل من الرباط القلب الدبلوماسي للمحيط الأطلسي

استضافت العاصمة المغربية الرباط، من 1 إلى 4 أكتوبر 2025، الدورة ال 40 من منتدى كرانس مونتانا، وهو منتدى مكرس لإعادة تصور التعاون الدولي في إطار المحيط الأطلسي الأوسع، وكان حدثا جمع بين الدبلوماسية والاقتصاد والاستشراف الجيوسياسي.
فقد اجتمعت وفود من 4 قارات في الرباط للاحتفال بالذكرى ال 4، لمنتدى كرانس مونتانا، الذي يرتبط تاريخه بتاريخ الحوار الدولي، فمنذ اليوم الأول، اتخذت قاعات المنتدى مظهر فضاء دبلوماسي مفتوح، حيث سرعان ما أفسحت التبادلات الرسمية المجال للدبلوماسية العملية، وفي حفل افتتاحي، رسم الوزراء ورجال الأعمال والباحثون معالم التحالفات المستقبلية في القضايا الاستراتيجية: الطاقة، والنقل، والاتصال، والمناخ.
وتتمتع هذه الدورة بأهمية خاصة: فوفاء برؤية الملك محمد السادس، يرسخ منتدى 2025 مكانة المحيط الأطلسي كمحورٍ رئيسي للتعاون الدولي، بحيث لم يعد حدودا بحرية، بل فضاء للتقارب يربط إفريقيا وأوروبا والأمريكيتين والبحر الأبيض المتوسط.
تركز المناقشات على التحولات في مجال الطاقة والرقمنة، والأمن الغذائي، والهجرة، وإعادة هيكلة السلاسل الاقتصادية العالمية.
وأكد جان بول كارترون، الرئيس المؤسس للمنتدى، على مكانة المغرب كمركز طبيعي للتجارة عبر الأطلسي: "عندما ننظر إلى ما يحدث في العالم، نرى المحيط الأطلسي، إنه بحر مفتوح وهادئ، وهناك فرص لتعظيم إمكانات تصدير المواد الخام الاستراتيجية لإفريقيا".
بصفتها ضيفا مميزا، استفادت جمهورية الكونغو الديمقراطية من جلسة مخصصة بعنوان "جمهورية الكونغو الديمقراطية 2030"، سلط فيها الضوء على إمكانات البلاد في مجالات التعدين والطاقة والصناعة، بالإضافة إلى سعيها لتحقيق السيادة الاقتصادية.
وترى إليان موكيبا، مؤسسة جمعية "شاينينغ نيوتا"، أن الحضور الكونغولي يجسد الرغبة في ترسيخ إفريقيا بشكل دائم في ديناميكية الأطلسي.
كما تصادف دورة 2025 ميلاد نادي المناطق الأطلسية، وهو إطار عمل فريد مصمم لتعزيز الدبلوماسية الإقليمية والبراغماتية، أقل اعتمادا على المنطق بين الدول، وهي مبادرة تعكس طموح المنتدى في توسيع نطاق التعاون ليشمل الجهات الفاعلة المحلية والإقليمية القادرة على اتخاذ إجراءات ملموسة في مجالات البنية التحتية، والاتصال الرقمي، والتحول في مجال الطاقة.
وقد أرسلت دولة الإمارات العربية المتحدة، الشريك الاستراتيجي، وفدا كبيرا، مؤكدة بذلك الامتداد الدولي لهذا المنتدى، الذي انطلق من سويسرا، ولكنه، الآن، متجذر بعمق في إفريقيا، كما يلخص ماكدونالد ساي غوانو، مدير إدارة الأبحاث والتخطيط الاستراتيجي في ليبيريا:
بعد 40 عامًا من تأسيسه، يرسخ منتدى كرانس مونتانا مكانته أكثر من أي وقت مضى كمنصة تأثير تُعاد فيها صياغة الدبلوماسية العالمية، انطلاقا من الرباط، التي أصبحت، لبضعة أيام، القلب النابض لمحيط أطلسي من التعاون.