مؤتمر السلام في القرن الإفريقي: أية أفاق؟

تحدثت عدة وكالات أنباء مهتمة بالشؤون الصينية، أن هذه الدولة العظمى تعمل على تكسير سياسة الحذر التي كانت تنتهجها في تعاملاتها الخارجية. وذلك بانفتاحها على القارة الإفريقية من خلال رعايتها لمؤتمر السلام في القرن الإفريقي المقرر عقده في الفترة من 20 إلى 22 يونيو في أديس أبابا. ويعتبرون أن هذه نقطة تحول رئيسية للصين في هذه المنطقة التي عرفت إقامة أول قاعدة عسكرية لها في الخارج سنة 2015.
واعتبروا أن الصين تخلت عن مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ذات السيادة، بعدما كانت بمثابة قاعدة راسخة للعملاق الأسيوي الذي أصبح ينفق مليارات الدولارات في القارة الإفريقية كل عام لتمويل المشاريع الاقتصادية والبنيات التحتية.
و هذا المؤتمر يهدف إلى تخفيف حدة التوتر في المنطقة التي تعاني من أزمات سياسية وأمنية وإنسانية معقدة ومتشابكة، وتأمل الصين في مشاركة كل دول المنطقة، كما وجهت الدعوة إلى مفوض الاتحاد الإفريقي، والسكرتير التنفيذي للهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (IGAD) ، وهي كتلة إقليمية تجمع سبع دول من شرق إفريقيا (جيبوتي وإثيوبيا وكينيا والصومال والسودان وجنوب السودان وأوغندا).
ويرى بعض المتخصصين بأن رعاية الصين لمؤتمر سلام في القرن الإفريقي تمثل قطيعة حقيقية مع سياسة عدم التدخل التي كانت تمارسها، وسياسة محكمة من أجل تطوير علاقاتها داخل القارة. و التي يبدو أنها دخلت منعطفا جديدا خصوصا في المجال الاقتصادي حيث تعتبر المنطقة وجهة رئيسية للقروض التي تقدمها بكين كجزء من مبادرة " طرق الحرير الجديدة " لتمويل الموانئ والسكك الحديدية والسدود والطرق السريعة ، لاسيما في كينيا وإثيوبيا والسودان.
فقد مولت الصين بما قيمته 4.5 مليار دولار خط السكة الحديدية بين إثيوبيا وجيبوتي، البلد الذي أقامت فيه أول قاعدة عسكرية لها في الخارج.
وتشارك شركات البناء الصينية أيضًا في بناء سد النهضة العظيم، على مجرى النيل الأزرق، في إثيوبيا، وهو مشروع يتسبب في توترات مع الدول الواقعة على المصب (السودان ومصر) خوفًا من انخفاض التدفقات.
وتحقق المجموعات الصينية أيضًا تقدما ملحوظا في إرتيريا، التي انضمت إلى مبادرة طرق الحرير الجديدة في نونبر الماضي لتأمين التمويل لمشاريعها في الموانئ والسكك الحديدية.
وبالرغم من التشاؤم الذي عبر عنه بعض المحللون بخصوص نجاح هذه القمة بقيادة الصين، وبأن الوساطة الصينية لديها فرصة ضئيلة للنجاح على اعتبار صعوبة المنطقة، فإن كل الاحتمالات تظل واردة.